في مطالب الشارع “كل إصلاح هو اسقاط للنظام”!!
يصرخ الشارع صباحاً مساءً بعبارة أصبحت أحد ميزات الانتفاضة الشعبية، ولم تكن وليدة ال2023في سوريا، فقد تردد صداها في الساحات السورية منذ عام 2011 “الشعب يريد اسقاط النظام”في حين ترد جوقة من “الموالين” لتقول نحن ضد إسقاط الدولة، في أخذ ورد يشبه حوار الطرشان، فمن قال إن هناك من يريد اسقاط الدولة؟! إن إسقاط النظام هنا يعني استعادة الدولة..
فالقضاء على الفساد هو اسقاط للنظام، تغيير هيكلة الأجهزة الأمنية وتحويلها لأجهزة شرطة وتعزيز الضابطة العدلية هو اسقاط نظام، عدم السماح لثلة في التسلسل الهرمي من التحكم بمقدرات البلاد هو اسقاط نظام، الإفراج عن المعتقلين المظلومين هو اسقاط نظام، المشاركة في السلطة هو اسقاط نظام…
النظام ليس شخصاً يرحل، النظام هو كل هذا الفساد والظلم والاستبداد والمركزية القاتلة والتحكم برقاب العباد الذي نشهده منذ أكثر من خمسين عاماً، حيث استبدت السلطة الأمنية على كافة السلطات، وألغت مفاعيل الدستور، وكمت الأفواه، ودعمت الفساد…
لذلك نعم “ياشباب الشام، عنا بالسويدا سقط النظام” لأن الحرية وعدم كم الأفواه هي إسقاط للنظام، ولذلك نعتقد أن توجه الناس لا بد أن يكون لتحصيل المكاسب فكل مكسب هو اسقاط النظام، نظام لا يقدم التنازلات، نظام ينظر للشعب كأنهم قطيع، مجرد سماعه لصوت الشعب هو اسقاط له، لذلك كانت المنجزات بحجم الحلم أم دونه، فقد تخلخلت البنية الأمنية التي داست رؤوس العباد، فإذا كانت أرجل كرسي النظام، هي فساده، واستبداده، ومركزيته من وارتباطاته، فإن كسر أي قدم من أقدام الكرسي كفيلة بعدم رجوع التاريخ للوراء…