تقارير

“قام المسيح…حقاً قام”، البيض رمزاً للحياة المتجددة!!

 

لايمر ذكر عيد الفصح عند الطوائف المسيحية، سواءً كانت شرقية أو غربية ،إلا ويتبادر إلى أذهاننا البيض الملون أو المزخرف، حيث يعد هذا التقليد من أهم طقوس عيد الفصح المجيد،و يعود تقليد صبغ البيض إلى العصور الوثنيّة، فقد اعتادت الشعوب منذ القديم تلوين البيض احتفالًا بحلول الربيع وأشهر الخصب.

وبالفعل تم العثور على بقايا مزخرفة منه في قبور تعود إلى حقبة ما قبل انتشار المسيحيّة، وبالتحديد لدى الفراعنة المصريين الذين اتّخذوه رمزًا للولادة والخصب واستمرار الحياة، واعتادوا أن يتهادوه، فوصل بهم الأمر إلى دفنه داخل قبور موتاهم، وكذلك فعل الإغريق والرومان، إيمانًا منهم بالأسطورة القائلة “إن الحياة أتت من بيضة”.

وتختلف الراويات التاريخية عن قصة تلوين البيض لدى الطوائف المسيحية، ولكن هناك روايتين شعبيتين تعتبران الأكثر تداولاً في العرف الشعبي الموروث.

وتقول الرواية الأولى:
إن مريم المجدليّة ذهبت إلى قيصر روما لتخبره بقيامة المسيح، لكن القيصر لم يصدّقها، قائلًا: “إذا تحوّل لون البيض إلى أحمر، سأصدّق أن المسيح قام من بين الأموات”.
فأمسكت المجدليّة ببيضة، وقالت: “قام المسيح”، فتحوّل لون البيض إلى الأحمر.
وأصبح المسيحيّون الأوائل ينظرون إلى بيض الفصح الملوّن بالأحمر على أنه رمز لقيامة المسيح، وحملوه معهم إلى الكنائس ليباركه الكهنة قبل تبادله مع عائلاتهم.

أما الرواية الثانية لقصة تلوين البيض لدى المسحيين فتقول:
إنه بعد قيام السيد المسيح ، ذاع الخبر وبدأ بالانتشار وكانت إمرأة تبشر بقيامته ورأت إمرأة أخرى تحمل بيدها سلة مملوءة بالبيض فقالت لها: “المسيح قام”، فأجابت: “لا أصدق هذا ”. فقالت المبشرة: “صدقيني ، المسيح قام”.
فردت صاحبة السلة: “لو أن هذا البيض الذي في هذه السلة، أصبح كل ما فيها لوناً مختلفاً أصدقك”، وما أن نظرت إلى السلة، حتى وجدت أن كل بيضة تلونت بلون مختلف، فدهشت جداً وقالت: “حقاً لقد قام المسيح”.

على إختلاف وتعدد الروايات، إلا أن هذا التقليد أصبح عرفاً موروثاً، ولم يقتصر تلوين البيض في ليلة الخميس أو ماتعرف شعبياً باسم “خميس البيضات”، وهي الليلة التي تسبق” الجمعة العظيمة”، على الطوائف المسيحية فقط بل أن المسلمين في بلاد الشام يشاركون في هذا العرف ، حيث أصبح عرفاً للتأكيد على التعايش المشترك بين المسحيين والمسلمين .

ولا تقتصر عادة تحضير البيض وأكله على تزيينه فقط ،إنما يتحول البيض ليصبح جزءاً من الألعاب الشعبية لدى الأولاد، وتعرف هذه الألعاب باسم “المفاقسة” أو “المطاقسة” ،حيث يقوم كل ولد بإختيار أفضل أنواع البيض وأجودها و خصوصاً الصلب منه ، وينطلق بعدها مع كمية من البيض التي توضع في سلة مصنوعة من القش، حيث يتجمع الأولاد وهم مُحملين بالبيض المسلوق.

وتتم المنافسة بطريقة ضرب الطرف الضيق من البيضة ويعرف باسم “الرأس”، مع رأس البيضة المنافسة، ثم ضرب الجهة العريضة وتعرف باسم “العيز”، ومنهم من يفاقس بطن البيضة مع بطن البيضة المنافسة، ومن يفوز منهم يأخذ بيضة الخصم.

ويعتبر عيد الفصح من أهم طقوس الأعياد لدى المسيحيين ، الذين مازالو يثابرون على تأدية طقوسه بشكل كامل في كل عام، إيماناً وتيقناً منهم بأن السيد المسيح قد قام حقاً من الموت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى