رأي

رأي: “التهريب” و الاشتباكات وصفقات الدعم!!

الحديث عن خط تهريب المخدر.ات من سوريا باتجاه الخليج العربي مروراً بالأردن عبر الجنوب السوري لم يتوقف منذ سنوات، تقارير إعلامية وروايات عدة وأخبار دورية عن مصادرة ملايين الحبات من الكبتا وعشرات آلاف كفوف الحشيش، في حين تستفيق المملكة الأردنية على “انتفاضة” ضد خط التهريب الآن..

ولكن إذا علمنا أن هذه الانتفاضة جاءت بعد أن حصلت المملكة على مئات ملايين الدولارات كدعم غربي من أجل “مكافحة العصابات وخط التهريب”، وبالتزامن مع وجود دعم غربي مماثل لإسرا.ئيل في gزة، فهل يحق لنا التساؤل عن مدى براءة هذا الحدث وما يرافقه من ضخ إعلامي.

عاشت سوريا وعشنا كشعب في المحاباة لعقود طويلة فأنهكنا النظام الحاكم عبر عقود باستخدام عبارة “هذا ليس وقت الحديث بهذه المواضيع الآن” فأجبرنا على قبول الفساد بحجة المقا.ومة، وعلى القبول بالتوريث بحجة الاستقرار، والقبول بتغير سياسات الدولة الاقتصادية بحجة المرحلة.

لتصبح عبارة “مش وقتها” واحدة من أخطر العبارات التي تحولت أفيوناً يجعلنا نيام ويمنعنا من الكلام، فلماذا نسكت عن قتل الأبرياء وتدمير بيوتهم الآن “مش وقتها؟!”، ومن منا يصدق أن عشرة من عشائر البدو من الذين اعتقلهم حرس الحدود الأردني هم سبب كل هذا الخراب، ومن منا يعلم أصلاً حجم هذا الخراب وما مدى حقيقته؟!

في النتيجة فإن القيمة الوطنية غير موجودة عند من يقودون هذا “الوطن” وإن الدول المجاورة غير معنية بقيمة وطنية لغير أوطانها لهذا نحن مستباحون، ونحن هنا لاتعني نحن كدولة بل كشعب “تعود خده على اللطمات”
من هنا لابد من رفض التعاطف مع أي قتل، مع أي انتهاك، ومع أي جريمة، ماذا لو كان من الممكن أن تكون هذه الجريمة هي نشاط يبرر انفاق الدعم ليس أكثر؟! لا أحد يعلم، ولكن مانعلمه أنه “مابحك جلدك غير ضفرك” و “ضفرك” هذا ليست دولة أخرى لها مصلحة، وليس نظام يوغل في امتهان كرامة الإنسان، “ضفرك” هنا هو ثورتك على كل ذل ومهانة من الجنوب والغرب والشرق والشمال …

ضفرك هو أنت عندما تقول لا لهم جميعاً “كلهم يعني كلهم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى