ساخر

“خواطر لا تسر الخاطر”

يكتبها للراصد الكاتب الصحفي “فواز خيو “

قلت لصديقتي مازحاً: (أنا ما حدا بقلي يخليلي اياك غير سيرياتل)، فهي تأخذ أكثر من ثلث راتبي ، فاتورة 27 ألف عدا الاتصالات، وفوق ذلك النت هزيل ويغيب مع الكهرباء.

أحياناُ أقف على الشباك مع أنني أعلم أن الوقوف الدائم على الشباك قد يضعني موضع شبهة عند الجيران لولا أنهم يعرفون أني تجاوزت الستين، لكني مضطر أن أقف هذه الوقفة لأتمكن من إرسال أو استقبال رسالة، وفي نفسي أقول لها: (الله لا يخلينا اياكي).

أول البارحة زارتني ابنتي نور قادمة من شهبا، قلت لها اركبي بالسرفيس عن المحوري وتعالي، قالت: (بابا أنا بالسويدا بضيع الاتجاهات وبضيع).نور تدرس في الهند حيث أكبر تجمع سكاني عالمي، وأثناء السفر تتوقف في أكثر من مطار وتمشي كيلو مترات لتبدل الطائرة ولا تضيع، في السويداء تضيع الاتجاهات.قلت لها: يا بابا فعلاً الجهات ضائعة في السويداء، حتى الجهات المسؤولة لا نراها إلا حيثما يجب ألا نراها. السويداء كلها ضائعة، كلها مخطوفة حيث الحشيش والفوضى والزعران والسطو وقطع الطرقات في عز النهار، مخطوفة والفدية تؤخذ بالتقسيط، مالاً وأعصاباً، الخوف وحده يسرح بأمان…

لكن قد يسألني أحدكم، ما علاقة سيرياتيل، بالمحوري، بالجهات بابنتي نور، أين الترابط فيما قلت، والذي يسأل يبدو أنه لم يلاحظ أن المسألة هي بالضبط مسألة عدم وجود التغطية…..كلنا خارج التغطية ولا نركز، لماذا تطلب مني أن أرتب الأفكار؟!…

بالمناسبة السيارات المسروقة والمفيمة يقولون عنها: سيارة لفة.قلت في هذا: صار عنا بالسويدا سيارة لفة، ووجيه لفة، ولفة لفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى