تقارير

عشرات خريجي وخريجات الطب من السويداء سنوياً.. أين يختفون ؟

انتهت منذ يومين امتحانات السنة التحضيرية الطبية لطلبة جامعة دمشق، والتي ستقرر إلى جانب معدلات الثانوية العامة، الاختصاص الذي سيدرسه الطالب في السنوات القادمة “بشري- أسنان – صيدلة”.

ولأول مرة تنتشر على مواقع التواصل صورة لطلبة أبناء المحافظة بعد انتهاء الامتحانات لتظهر العدد الكبير لطلبة التحضيري، وتثير التساؤل أين يذهب هؤلاء إذا تخرّج نصفهم سنوياً، في الوقت الذي تعاني فيه جميع المشافي العامة والمراكز الصحية من نقص الكادر الطبي؟.

في محافظة #السويداء أربعة مشافي عامة وثلاثة مشافي خاصة.
مشفى “سالي”، ومشفى “شهبا” يستقبلان الحالات الإسعافية ويحيلون المرضى أو المصابين بعد أعمال الإسعاف إلى مدينة السويداء.
ومشفى صلخد أغلق معظم أقسام العناية وأبقى على قسم الإسعاف والجراحة العامة، أما مشفى السويداء العام؛ فمنذ سنين يعاني من نقص في المعدات والأجهزة الطبية الرئيسية، فكان يُرسل مرضى التصوير “الطبقي محوري” إلى صلخد ألى حين تعطل الجهاز، ويُرسل المرضى المحتاجين لتصوير “الرنين المغناطيسي” إلى المراكز الخاصة، وقد أوقف حتى زمن قريب العمليات الجراحية الباردة لصالح الاسعافية، ويعاني من نقص حاد في الأدوية والمستحضرات العلاجية بالإضافة لعدم وجود إمكانية للاصلاح والترميم.

وكل هذا التراجع في القطاع الطبي الذي تتباهى الحكومة إنه “مجاني”؛ يخدم القطاع الطبي الخاص، والذي تجاوزت فيه أسعار الأعمال الجراحية مشافي دمشق الخاصة.

باختصار يوجز أحد الأطباء “المقيمين” أسباب غياب هذه الأعداد الكبيرة من الأطباء إلى الهجرة أولاً هرباً من الخدمة العسكرية، وطلباً للعمل وللأجر “المحترم”، ويقارن بين وضعه كطبيب في السنة الثانية من الاختصاص فيقول” مرتبي الشهري في مديرية الصحة لا يُشبعني الخبز، وإنتاج عيادتي الخاصة في الريف لا يفي أجور المواصلات، فبعد أكثر من عشرين عام من الدراسة أجد نفسي مثل الكثيرين من زملائي المستجدين أعتمد على العائلة في الكثير من مصاريفي الخاصة”.

في حين يقول الدكتور “ن .ع ” الأمر اختلف خلال السنوات العشر السابقة، فنحن من الرعيل القديم ثبتنا أقدامنا واستطعنا أن نصبر في هذه السنوات، بعضنا هاجر والبعض الآخر وجد حيزاً كبيراً من العمل الطبي نتيجة الحاجة المتزايدة للعلاج، وأرى إن البلد بحاجة لأضعاف هؤلاء الأطباء.

يبقى السؤال: أي مستقبل ينتظر هؤلاء الأطباء في بلد يشهد تراجعاً في كل شيء، والسؤال الثاني: منْ من دول العالم سيربح هؤلاء بعد ست سنوات من الآن؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى