رأي

في موت “رئيسي” لماذا كل هذه الشماتة؟؟

كتب أحد الناشطين “ياشباب لاشماتة في الموت” فجاء الرد بسيل من “الأضحكني” وجملة تعليقات ساخرة “الموت هذه المرة فيه شماتة”

ولكن لماذا يثير الموت الشماتة؟! ولماذا في لحظة ممكن أن نستهجن هذا النوع من الشماتة؟

معظم “الشامتين” اليوم هم أصحاب بيوت دمرتها الميليشيات الإيرانية والحرس الثوري وحزب الله في سوريا، معظهم تشرد أولادهم وشاهدوا موتاً عشوائياً في الشارع، معظمهم بكوا أحبة، معظمهم خسروا تاريخاً طويلاً من الذكريات والشواراع والحواري والنزهات، معظمهم نهش الظلم قلوبهم والخذلان حياتهم كما كان يمكن للضباع أن تفعل بج.ثة مرمية في غابة.

“الشماتة” هنا ليس بهجة بالموت، “الشماتة” هنا تعبير شديد عن الفرح بعدالة يبحث عنها السوري، فالسوري لا يبحث عن شيء كما يبحث عن العدالة، وهي التي تقوده للطمأنينة والسكينة وراحت البال وحتى الرخاء الاقتصادي، العدالة هي كل شيء وفيها كل شيء، لذلك ينبغي التفريق بين الشماتة بالموت، والفرح بالعدالة، كثر من الذين تشر.دوا قد شاهدوا أعين تشمت بهم وابتسامات وضحكات فجة “تذكروا حسين مرتضى”، اليوم ما يفعلوه هم يفرحون لما أصاب من شمت بهم.

“رئيسي” سجل في مرحلة ولايته رئيساً للسلطة القضائية وبعدها رئيساً لإيران أكبر معدل أحكام إعد.ام في التاريخ الحديث، قمع الحراك الإيراني بالمشا.نق وفي بعض المرات كانت التهم هي الدفاع عن حق المرأة لا أكثر، ومن الغريب والمريب أن كثر من الذين يدافعون عنه يهاجمون الحركات الإسلامية المتطر.فة بحجة “بدك هذول يحكمونا، ويفرضوا علينا القواعد الدينية تبعهم؟!” في حين أن “رئيسي” ومن مثله لا يختلفون بشيء عن أصحاب الرايات السود، ولاعن يهو.دية “اسر.ائيل”.

أظهر موت “رئيسي” ومن معه مستوى كبير من الحق.د المبرر على كيان سقط على شرقنا بالمظلة، وأقحم فيها التخلف وكان عراب القضاء على كل حركات المقاومة الوطنية وتقديم حركات إسلامية بديلة وبالتالي تعزيز الصراع الطائفي والديني وكله بحجة “اسرا*ئيل”، ليبدو وكأنهم جميعاً توائم لحرق البلاد والعباد…

كانت “اسىرائيل” بحاجة التطرف حولها لتعيش عليه، كما كان النظام السوري بحاجة دا.عش والنصرة وغيرها ليستمر في حياته.

أنت مع مقاومة إسرائيل وأنا شماتتي ب “رئيسي” هي جزء من فهمي لهذه المقاومة، وجزء من فهمي لضرورة نشوء شرق بدون حكم لعمامات ولا لرايات سوداء ولا لحاخامات..

الشماتة اليوم هي إعلان صريح بأننا نحب الحياة، الشماتة هنا، هي فرح، فرح بأن العدالة يمكن أن تتحقق يوماً ما…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى