رأي

رأي: انفلت السلاح من عقاله، من ينتبه؟!

تشهد محافظة السويداء اليوم توتراً يمكن وصفه بالعائلي، حيث نتج هذا التوتر عن حصول مشكلة بين فردين من العائلتين المتخاصمتين، التوتر مرشح للتصعيد بقدر النسبة التي يمكننا القول فيها بأنه مرشح للانتهاء، وفي هذه الجزئية يكمن الخطر، إذ أنه لا أحد يستطيع أن يجزم بمآلات هذا النوع من الصراعات!!

ليست المرة الأولى:

ليست المرة الأولى التي يقع فيها الأهالي برعب نتيجة تخاصم أفراد، فيتحول المجتمع إلى شاهد في ساحة صراع، بل يمكن أن يصبح أبناء هذا المجتمع أو أحدهم فريسة عن طريق الخطأ، تدفع ثمناً كبيراً قبل ادراك الحقائق، فمن المسؤول عن هذا الرعب الذي يعيشه الناس من السلاح العشوائي وطرق استخدامه “اليومية” المثيرة للرعب؟!

غياب القانون:

تبدو هذه العبارة هي الأكثر تصويراً للواقع وأسباب تدهوره، الكل يريد أن يحصّل حقوقه عبر بندقيته متجاوزاً أن هذه البلاد كان يجب أن يحكمها القانون، وبدلاً من أن تطالب الناس بتطبيق القانون تمردت الناس على بعضها مستفيدة من غياب القانون، لتذهب إلى أبعد حد في انتهاكه، بينما يبقى الخطر جاثماً على صدورنا في كل لحظة، فنحن ربما نكون ضحايا في أي لحظة، فقد يتم توقيف أي منا على حاجز مجموعة مسلحة وتعذيبه وخطفه لمجرد أن كنيته هي ذاتها كنية خصم أحد الأفراد، وهذا وإن كان مألوفاً في الدول التي لا يحكمها القانون، فقد ألفته الناس أثناء الصراعات بين الطوائف أو الاثنيات، ولكن ما يبدو كارثياً أن نصبح أمام عادة تفتيش الهوايا الشخصية للبحث ليس عن شخص، بل عن أفراد عائلة بأكملها، وهذا يعني أننا سندفع ثمن تعميم أحمق منفلت من عقاله، تعميم قد يودي إلى الجحيم ما لم يتم ضبطه قبل وقوع الكارثة…

لا أحد سيفرح بالدماء، وليس لأحد الحق في أن يفرض سطوته عن طريق البلطجة، سينتهي هذا العصر، وستعود البندقية المجنونة إلى الصناديق عندها سيدرك كل من اعتبر أن هذا السلاح سيده، أنه أهدر عمره في تفتيت المجتمع وصنع الخلافات، ثم سيتحول إلى متهماً بأنه كان السبب وراء كل هذا.

لذا فإن الإنسحاب من هذه الجنون هو المنقذ الوحيد لمستقبل حامل البندقية وأهله وعشيرته ووطنه، فهل هناك من ينتبه؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى