تقارير

أيهم أبو عمار أوّل عربي يفوز بجائزة نقابة الممثّلين الكنديّين، من هو؟!

مزجَ بين الكتابة والتمثيل والعزف والغناء، ليرسم طريقه في فضاء الفنّ ويحصد النجوم بيديه، فكان بذلك أوّل عربي يفوز بجائزة نقابة الممثّلين الكنديّين.

أيهم أبو عمار، فنان سوري من مواليد محافظة السويداء (27.10.1984)، حاصل على شهادة المعهد العالي للموسيقى قسم الغناء العربي عام 2010، إلّا أنّ مشواره الفنّي انطلق قبل ذلك بكثير، بدأهُ بالتمثيل المسرحي مع فرقة “حكايا” في عمر 11 عام، وبدأ حينها بالعمل إلى جانب التمثيل والدراسة، حيث عمل ذاك الفتى الصغير بائعاً متجوّلاً، يبيع ما تيسّر له من حلويّات ما بين الأسواق والحدائق، وفي صيف الصف العاشر استطاع شراء آلة عود من عمله الخاص في إصلاح الساعات وفي المطاعم، ليبدأ بعدها بتعلّم العزف.

من التمثيل في “الخفاء”.. إلى نجم النجوم..

حين بدأ “أبو عمار” بالتمثيل في المسرح لم يكن والده راضياً عن ذلك، حاله كحال الكثيرين من أقرانه في ذلك الوقت، معلّلاً ذلك بأنّ “الفن ما بطعمي خبز”، ممّا اضطرّ الفنّان الصغير للتمثيل سرّاً عن والده، لكنّ اكتشاف والده ذلك لم يثنهِ عن الاستمرار، ليبدأ بعدها بالغناء وتعلّم العزف إلى جانب المسرح، وفيما بعد المشاركة في برنامج Star Search (نجم النجوم)، ليحصل على اللقب حينها عن فئة الغناء للكبار حيث بث البرنامج حينها على قناة mbc “وكان في لجنة التحكيم الفنان خالد الشيخ والفنانة شيرين”، ويثبت نجاحه لوالده الذي لم يظهر اعترافه بهذا النجاح لابنه، إلّا أنّه كان يظهره بافتخار في محيطه، حيث يقول “أبو عمّار”ل #الراصد : (قدامي ما كان يقول شي، بس كنت اسمع من إمي انه بيحكي للناس عني وبشوف حاله)، ويضيف: (بس كان بدي شي يحسّسني ع الأقل انّه قبلان فيني).

قبل سفره بمدّة قصيرة، أقام جلسة عزف وغناء جمعته بأصدقائه، ما ميّزها حضور والده مصغياً إلى غنائه، ويقول: (هي الليلة بالنسبة إلي كانت كثير مميّزة، مع انّه ما حكى ولا قال الي كنت ناطره يقوله، بس كانت أوّل مرة بيقعد بيسمعني عم غنّي، وآخر مرة).

(معيار النجاح إنّك تقوم بعمل مكتمل حتّى لو ما حدا شافه وصفّقلك عليه)
فمن الأشياء التي تعلّمها من حكايته مع والده ومع المجتمع المحيط بحسب قوله، أنّ إيمان الآخرين (تحصيل حاصل) إذا وُجدت الثقة بالنفس والإيمان بالذات قبل أي شيء.

ما بين سوريا، ودبي، وصولاً إلى كندا، الكثير من التجارب الموسيقيّة والدراميّة الناجحة..

بدايةً شارك في مسلسل “سقف العالم” عام 2007 مع المخرج “نجدة إسماعيل أنزور”، ثمّ قام بعدها بغناء شخصيّتين من أصعب الشخصيّات (فريد الأطرش، وعبد الوهّاب) في مسلسل “أسمهان” عام 2008، ليشارك فيما بعد في مسلسل “أبو خليل القبّاني” عام 2010 مع المخرجة “إيناس حقّي”، وكما ذكرنا سابقاً فقد تخرّج من المعهد العالي للموسيقى عام 2010، قسم الغناء العربي، وعمِل أستاذاً للغناء العربي في المعهد ذاته بعد عام من التخرّج.

وفي رصيده الفنّي أيضاً مجموعة من المسرحيّات منها: كاليجولا، حكاية سفر، آه يا بلد، الأبتر، والكثير غيرها.
بعد اندلاع الحرب في سوريا، انتقل إلى “لبنان”، ثمّ انتقل بعدها إلى “دبي” ليعمل هناك أستاذاً للغناء العربي في “مركز الجليلة لثقافة الطفل” ما بين عامي 2014 و2018، وكان في تلك الفترة أستاذ الجليلة ابنة حاكم دبي، كما عمل خلالها مدرّساً في قسم العود، وموسيقيّاً في فرقة “أوبرا دبي للموسيقى العربيّة” بين عامي 2016 و2018.

أمّا عن عمله مع الراحل “حاتم علي”، يقول “أبو عمّار”: (كان عندي حلم اشتغل مع حاتم الله يرحمه من أيّام سوريا).
وفي “كندا” كان تحقيق حلمه هذا، فبعد ما يزيد عن السنة والنصف من وصوله إلى هناك ساعده أحد الأصدقاء للقيام بتجربة أداء عن شخصيّة في فيلم، وكان هذا الفيلم هو “السلام بالشوكولا Peace By Chocolate”، والذي يُعتبر أولى نجاحاته في “كندا”، حيث قام ببطولته إلى جانب كل من الراحل “حاتم علي” والنجمة “يارا صبري” وغيرهم من النجوم الكنديّين، ويتحدّث الفيلم عن قصّة حقيقيّة لعائلة “هدهد” السورية المهاجرة، شغِل فيه “أبو عمّار” دور الدكتور طارق هدهد بطل الفيلم، ليحصل على جائزة أفضل ممثّل في مهرجان الأفلام الكندي الصيني العالمي 2022، وليصبح بذلك أوّل عربي يفوز بجائزة نقابة الممثّلين الكنديّين ACTRA، في أوّل فيلم سينمائي له.

وفي كندا أيضاً.. قام بإنشاء جمعية “مزاج” للثقافة والفنون، وهي جمعية غير ربحية يتركز نشاطها الفني في مونتريال.

وعن أعماله القادمة، حدّثنا عن فيلم قصير باللغة الإنجليزية اسمه مبدئيّاً The Artist، سينتجه في شركته الخاصّة، من كتابته وإخراجه، بالإضافة إلى تأديته دور الشخصيّة الرئيسيّة فيه، ومن المتوقّع إنتاجه في العام القادم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى