التسرب من المدرسة، ظاهرة متزايدة، والأهل لا حيلة لهم!!
كشف مصدر من مديرية التربية للراصد عن زيادة أعداد المتسربين من المدارس في المحافظة لهذا العام، مشيراً إلى أن الوزارة باتت تحرص على عدم إثارة هذه المواضيع نتيجة عجزها عن تقديم الدعم للقطاع التعليمي في المحافظة وسوريا عموماً.
ولفت المصدر (الذي فضل إخفاء اسمه) إلى أن نسبة التسرب من المدارس في محافظة السويداء ضئيلة نسبة لأعداد المتسربين في البلاد حيث لا تتعدى بأسوأ الأحوال 10 بالألف من نسبة المتسربين في باقي المحافظات، مشدداً على أن ذلك لا يقلل من خطورة الموضوع أبداً، وأن علاج الموضوع قبل أن يتفاقم ضرورة قصوى.
وأشار المصدر إلى أن إحصائيات الوزارة للعام الدراسي السابق تفيد بأن نسبة التسرب من المدارس السورية بشكل عام بلغت نحو 4.3%، بزيادة مقدارها 0.4% عن العام الذي سبقه، و أنها بلغت خلال ذروة سنين النزاع 17.5%.
فيما كانت إحصائية قام فريق تابع لليونسيف في المحافظة قدر عدد المتسربين من المدارس العام الماضي بأكثر من 1000 متسرب ومتسربة.
محافظة السويداء التي أعلنت وزارة التربية في العام 2008 خلوها من ظاهرة الأمية، والتسرب المدرسي تماماً، كشف تحقيق استقصائي أنتجته شبكة أريج للصحافة الاستقصائية حينها أن المعايير الذي استند إليها الإعلان غير دقيقة وحسب التحقيق فإن المحافظة لم تمر عليها مرحلة خلو من الأمية، وبعد آذار 2011 بدأت أعداد الأطفال المتسربين تنحو للازدياد بسبب ازدياد الفوضى و تهجير عدد كبير من السوريين إلى السويداء وتدهور الواقع الاقتصادي.
وحول أسباب التسرب يقول أمين سر إحدى مدراس الريف الشمالي للراصد: ” إن أسباب هذه الظاهرة كثيرة لايمكن حصرها لكنها مجتمعة تقودنا للهدف الأول وهو الفقر بالدرجة الأولى”.
ويضيف : “انهيار البنى التحتية، والوضع الأمني المتردي والفقر من أبرز أسباب التسرب، أضف إلى ذلك أن مشكلة التسرب من المدراس هي نتيجة لإهمال النظام التعليمي في المحافظة وعدم تأمين الأساسيات لها ولولا تبرعات المغتربين لدعم المدارس من نواحي عديدة وآخرها الأوراق الامتحانية وطباعتها، لكانت نسبة التسرب أكبر مع انعدام الدعم الحكومي للقطاع والعاملين به الذين تعتبر رواتبهم هي الأسوأ”
مضيفاً”بعض الأهالي خصوصاً غير المتعلمين قرفوا من الحالة، والطلبات الكثيرة، وصار بالنسبة لهم مغادرة المدرسة والسفر هي خطة جيدة للأبناء”
وحول تبريرات أهالي المتسربين قال “جمال أبو سيف” وهو والد لطفل توقف عن التعليم بعد أن انتهى من دراسة الشهادة الإعدادية: “الكتب والقرطاسية واللباس أصبحت عبئاً كبيراً على محدودي الدخل من أمثالي. مضيفاً: (مكتوب علينا نعمل لنأكل، وبالتالي مصلحة باليد أفضل بنظري من وظيفة مستقبلية سوف تقود ولدي لحياة مثل حياتي وبعيش على القلة، ومع ذلك ما سمحت إنو يتسرب بسنين التعليم الالزامي، بس غيري كثار ما صبروا لخلص ابنهم هي المرحلة”.
قطاعات العمل تستقطب الأطفال!!
في جولة صغيرة بالمناطق الصناعية في محافظة السويداء وبعض صالونات الحلاقة يمكن للمشاهد العادي أن يلاحظ أين يذهب الأطفال المتسربون، فهم بالتأكيد لا يتسربون بهدف اللعب في الحارات، بل يتوجهون للعمل في عمر مبكر تبعاً لذهنية أسس لها المجتمع وتعتبر أن تعلم المهن قد يأتي بمرابح وجدوى أكبر بكثير من التعليم، فالمواطن الذي يشاهد صاحب المهنة يستطيع الاكتفاء مادياً أكثر من الدكتور الجامعي، أصبحت مقاربة المصلحة تجعله غير آسف على تسرب ابنه من المدرسة، لاسيما إذا كان الوالد معدوماً وغير قادر على تغطية نفقات التعليم.
الحلول لمنع التسرب حتى لو كان بنسبة قليلة أصبحت شبه معدومة فالعديد من العوامل تقف حائلاً أمام ضبط الظاهرة ومعالجتها في ظل عجز الجهات المعنية عن علاج الظروف التي تؤدي إليها، وضعف القدرة المالية والتغطية الميدانية الشاملة للمنظمات العاملة على أرض المحافظة والتي تقول أنها تسعى لحل المشكلة، ولكنها منذ بدأت عملها استطاعت في بعض المراحل التشخيص ولكنها فشلت بالحل.