ودعت محافظة السويداء أول أمس الخميس، 26 أيار 2023، السياسي البارز “حمود القباني” ابن مدينة شهبا، الذي وافته المنية في فرنسا، حيث أمضى حياته بالكفاح السياسي بين وزير ومعتقل ومنفى اختياري أوصله أخيراً إلى فرنسا ليموت فيها.
ولد الأستاذ “حمود فارس القباني” عام 1936 في مدينة شهبا في محافظة السويداء، وفي منتصف الخمسينيات من القرن الماضي حصل على إجازة في اللغة العربية، خولته من تعليم اللغة العربية في مدارس المحافظة آنذاك، ليتم فيما بعد تعيينه كمدير للتربية في المحافظة من عام 1965 حتى 1966.كما شغل الراحل العديد من المناصب خلال حياته، حيث انتخب عام 1967 عضواًفي القيادة القطرية في حزب البعث بترشيح من “صلاح جديد” الأمين المساعد للحزب حينذاك. وفي العام نفسه تم تعيينه بمنصب وزير دولة لشؤون التخطيط في حكومة “يوسف زعين” حيث شغل المنصب حتى عام 1968، كما عين وزيراً للإعلام في التشكيل الثالث لحكومة الرئيس الأسبق “نور الدين الأتاسي” من عام 1969 حتى 1970.
وبعد إنقلاب “الحركة التصحيحية” الذي قاده الرئيس السابق “حافظ الأسد” رفض الوزير “حمود القباني” تأييد الانقلاب ما عرضه للاعتقال مع باقي التشكيل الوزاري عام 1971، ليهرب بعد شهرين من المعتقل أثناء تواجده في مشفى المزة العسكري متجهاً إلى العراق وعلى خلفية ذلك قامت السلطات باعتقال أشقائه لإجباره على العودة وتسليم نفسه.
وفي العام 1978 تم اعتقاله مرة أخرى مع عدد من المناوئين لحكم الأسد الأب من السويداء، ومنهم القيادي البارز في حزب البعث “حديثي مراد” وأمين فرع الحزب السابق “حمد قطان” الذي أمضى في المعتقل 19 عاماُ.
ومع اندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا في آذار عام 2011، جاهر “القباني” بمناصرته للحراك المطالب بالتغيير السياسي، ومندداً باستعمال القوة ضد المتظاهرين في المحافظات السورية.