التكاليف المرتفعة لمعالجة الأسنان تجعل “القلع” أهون الحلول!!
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة التخلص من آلام الأسنان والأضراس بقلعها، حتى تلك التي يُمكن معالجتها وإصلاحها، نتيجة التكاليف الباهظة مقارنة مع دخل المواطن، حيث يُعتبر “القلع” أهون الشرور.
تتراوح أجور قلع الضرس أو السن بين 50 و80 ألف ليرة سورية وتتضاعف في حال احتاج القلع لعمل جراحي. أما تكاليف العلاج فتبدأ من 250 ألف وتصل ل 400 ألف ليرة دون ثمن “التلبيسة” التي تتراوح بين 650 ألف و1مليون ليرة بحسب الضرس والنوعية.
وبهذه الأسعار نكون ضمن حدود القلع أو الإصلاح، قبل أن نتعداها لتركيب الجسور والوجبات أو لعمليات الزرع والتي تُسعّر بالدولار وليس بالعملة السورية، حيث يتراوح سعر الزرعة الواحدة بين 250 و300 دولار بحسب مصدرها.
أحد المرضى قال للراصد إنه قصد أحد الأطباء في مدينة السويداء، من أجل لصق جسر مكسور، فكلفه لصقه 60 ألف ليرة، ليسقط في اليوم التالي، مادفع المريض إلى التوجه لطبيب آخر، فرأى الطبيب الجديد بدوره إن الجسر لم يعد ملائم والحل الممكن هو الزرع بتكلفة 550 دولار لزرعتين، بينما وجد الطبيب الثالث الحل بجسر متحرك بتكلفة 4،5 مليون ليرة تتضمن معالجة الجذور الباقية، فيما كان الحل الامثل عند الطبيب الرابع بقلع الجذور المتبقية بتكلفة لا تزيد عن 200 ألف ليرة.
في المقابل تنعكس هذه الحالة على عمل معظم العيادات السنية ومن خلفها المخابر، فيلجأ البعض من الأطباء للمحافظة على الحد الأدنى من الأجور وبالتالي المعيشة. مقابل خدمات مجانية والتزام إنساني.
يقول أحد الأطباء للراصد “نواجه يومياً حالات مرضية يصعب على أي طبيب أن يفكر حيالها بالكسب المادي أو حتى بتكاليف العلاج.
ويذكر الطبيب أن أحد المواطنين المتقاعدين جاء إلى عيادته ليبيع الوجبة (التركيبة) مقابل أي مبلغ بهدف تأمين بعض الطعام.
ويضيف الطبيب “إن هذه ليست بالحالة الأولى فأحد الأطفال أحضر وجبة (تركيبة) جدته وجاء ليبيعه إياها من أجل شراء بعض الوقود للتدفئة وبعض الطعام”
طبيب آخر تحدث للراصد عن الحالات الإسعافية لبعض الأطفال وعن تضحيات الوالدين ببعض التجهيزات المنزلية كالتلفاز أو الغسالة مقابل دفع تكاليف علاج أسنان أطفالهم وذلك بعد استنفاذ كل فرص تسكين الأوجاع. وأضاف الطبيب؛ “إنها حالة عامة في المجتمع فلا إمكانات مادية لدى غالبية الناس من الوقاية اللازمة ولا الغذاء المناسب، وبالتالي نحن مُقبلين على آفة مرضية سنية لدى جيل كامل من اليافعين والأطفال”.