انتهاكات
أخر الأخبار

المختطفين حسن الحلبي ونور سعدو مصير معلق بانتظار حل.

الراصد – غيداء الصفدي

بدأت معاناة الشابين حسن الحلبي ونور سعدو نصر بعد عمليتي خطف متفرقتين خلال شهر تموز الفائت، الذي شهد هجوماً من قبل القوات الحكومية مدعومة بالعشائر البدوية، قبل أن تتحول قضيتهما إلى جزء من ملف معقد يضم عشرات المحتجزين من أبناء السويداء. ورغم مرور أشهر على احتجازهما، لا تزال العائلات عاجزة عن الوصول إلى جهة رسمية تقدّم إجابات أو تتحمل مسؤولية ما يجري، بينما يزداد قلق ذويهما مع استمرار اعتقالهما في سجن عدرا المركزي من دون أي مسار قانوني واضح.

حسن الحلبي… من اختطاف إلى اعتقال رسمي

في 16 تموز 2025، اختُطف حسن سليم الحلبي (31 عاماً) من بلدة الصورة الصغيرة بالريف الشمالي، على يد مجموعة مسلّحة قدمت من ريف حماة وتتبع للقوات الحكومية “هذا التاريخ لم تكن قد وصلت فزعة العشائر بعد”، وفق ما يروي شقيقه ناصر لـ #الراصد. تواصل الخاطفون بدايةً مع العائلة مطالبين بتبادل أسرى؛ مقابل الإفراج عنه، لكن الاتصالات توقفت لاحقاً، لينتقل الملف إلى اللجنة القانونية في السويداء.

وصل للعائلة تسجيل مصوّر يظهر حسن محتجزاً مع ثلاثة آخرين من أبناء السويداء. أُفرج عن اثنين منهم عبر الهلال الأحمر، فيما نُقل حسن وربيع سعيد إلى جهة “أكثر رسمية” قبل تحويلهما إلى سجن عدرا. ومع توسع الملف، ارتفع عدد المحتجزين إلى نحو 110 أشخاص، أُفرج عن دفعتين منهم ضمن صفقات تبادل، بينما ما يزال 64 شاباً داخل السجن وفق المعلومات التي حصلت عليها العائلات.

يروي ناصر أن تواصله مع حسن يقتصر على مكالمات هاتفية نادرة جداً من داخل السجن. آخر اتصال كان قبل يومين، حين أخبره حسن بأنه وُعد بالإفراج عنه خلال يومين بمناسبة “ذكرى التحرير”، لكنه عبّر عن شكّه في صدق هذه الوعود بعد تكرارها دون تنفيذ.

ويتابع ناصر: “لا توجد أي وسيلة للوصول إليه. الاتصال يحدث فقط عندما يُسمح له بذلك. ولا نعرف أي جهة مسؤولة يمكن مخاطبتها”.

محاولات العائلة لتوكيل محامٍ باءت بالفشل، إذ ورد للمحامي ردّ رسمي يفيد بأن الملفات “خارج اختصاص القضاء”، وأن المحتجزين “يُعاملون كأسرى حرب”، ما يعني عملياً غياب أي مسار قانوني يمكن اتباعه.

أما الشاب نور سعدو نصر (17 عاماً)، فاحتُجز أثناء عودته من دمشق إلى السويداء عبر الممر الإنساني يشرف عليه الهلال الأحمر في درعا. تقول شقيقته بيسان في حديثها مع الراصد: إن نور كان خارج السويداء خلال الأحداث، لكن حاجزاً أمنياً احتجزه بسبب صورة قديمة على هاتفه تعود لأحداث نيسان الماضي.

وتوضح بيسان: “نور أتم عامه السابع عشر داخل المعتقل. يتواصل معنا أحياناً، ويقال لنا دائماً إن الإفراج مرتبط بعملية تبادل”.

يطالب ذوو حسن ونور وأهالي باقي المختطفين بعدة مطالب من بينها:
• الإفراج غير المشروط عن المحتجزين.
• توضيح رسمي لمسار التفاوض.
• فتح تحقيق محايد.
• نشر قوائم دقيقة بأسماء المحتجزين.
وبين وعود تتكرر ومعلومات لا تصل، يبقى مصير الشبان، ومن بينهم حسن ونور، معلّقاً بانتظار حلّ يضع حداً لمعاناة العائلات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى