عزاء حقيقي!!
خواطر لا تسر الخاطر
كتبها: فواز خيو
أجمل شيء أنك لا تستطيع أن تجزم أن أسعار هذا الدكان أفضل من غيره ، لأنك وأنت ذاهب إلى دكان آخر يتغير السعر وأنت بين الدكانين .
بعض المحلات وظفت شبانا فقط مهمتهم الساعية أن يغيروا لصاقات الأسعار على المواد .
الدولة غائبة عن كل شيء ، فقط حاضرة في مسألة مضاعفة الرسوم والمواد التي تحت سيطرتها ،كيلو الثوم وصل ال 45 ألف ، مع أن الكسوة لوحدها تنتج ما يكفي الشرق الأوسط ، بينما التفاح الذي يعتبر من بقايا وسائل الانتاج في السويداء تراه على البسطات ب 2500 ليرة ، ولم يغط تكلفة قطافه ، والقمح يشترى من الفلاح ب4000 ليرة ونشتريه برغل ب 16 ألف ، فهل أجرة طحنه أضعاف تكلفة زراعته وجنيه ؟ كل سلعة ثمة تاجر مستورد لها ، وتم انهاء معظم نتاجاتنا من أجل المستوردين .
ثمة من لا يشبع ولا يريد لهذه الناس أن تأكل . لا أحد يقتنع أن المال الحرام يذهب هو وأهله ، وأن المجد الذي يعيشه اللصوص مجد آني .أعطوني لصاً واحداً تنعم بثروته ولم يصب بكارثة أو نهاية سيئة أو مرض أو ضياع معظم أمواله.في البنوك اللبنانية التي أفلست خسر لصوصنا ومسؤولونا 45 مليار دولار فقط، هم أحق من هذه الجياع بها.
دخل في إحدى المرات شخص من آل روتشيلدإلى خزنته في القبو وانطبق الباب عليه والمفتاح خارجاً، ولم يستطع فتحه، وأسرته ظنت أنه غادر إلى إحدى المدن، مات عطشاً وجوعاً بين أكوام الجنيهات الاسترلينية وسبائك الذهب التي لم تنفعه.
لا أحد يعتبر من النهايات، لا أحكي من منطلق ديني ولكن من منطلق طاقي وقوانين كونية تشتغل بشكل أوتماتيكي، ولا يستطيع أحد القفز فوقها أو التشبيح عليها.
تدخل إلى أي محل فتجد الناس تصفر أو تزفر أو تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله ، فتظن نفسك في موقف عزاء.في الحقيقة عزاء، لكن المتوفي هو الوطن.