راصد السويداء

550 حالات التهاب معوي، و6 حالات كوليرا في مشفى السويداء!!

شهدت محافظة السويداء منذ بداية الصيف الحالي ازدياداً ملحوظاً في حالات شُخصت طبياً ودون اللجوء إلى فحص مخبري على أنها “التهاب أمعاء” أو “التهابات في الجهاز الهضمي”.

وعلم الراصد من خلال مصدر مطلع في مديرية الصحة بالسويداء، أن المستشفى الوطني وخلال شهرين استقبل ماينوف عن 550 حالة شُخصت على أنها التهابات في الأمعاء أوالجهاز الهضمي، معظمها من الأطفال ثم المسنين.

فيما صرح أحد كوادر مستشفى السويداء في حديث للراصد إنه تم تسجيل حالات كوليرا بين الأطفال الذين زاروا المشفى بأعراض شبيهة بالتهابات الجهاز الهضمي بعد إجراء مسحات سريعة، مشيراً إلى أنه تم عزل هؤلاء الأطفال في قسم العزل الخاص بالمشفى، فيما لم يحصل الراصد على إحصائيات دقيقة بخصوص أعداد الأطفال الذين تم عزلهم، باستثناء 6 أطفال ثبتت إصابتهم بالكوليرا ويخضعون الآن للعزل الصحي.

وفي حديث حول الموضوع أجراه الراصد مع طبيب من المشفى، أشار الطبيب إلى أن الحالات التي زارت المشفى ليست إلا جزء يسير من الحالات التي ترتاد العيادات الخاصة والتي معظمها تشخص التهابات هضمية، وبرر الطبيب تكتم إدارة المستشفى ومديرية الصحة على الموضوع وعدم الإفصاح عن عدد الحالات إنما يأتي بهدف عدم إثارة البلبلة واللغط والذعر بين المواطنين.

ورجح، أن معظم الحالات القادمة إلى المستشفى إنما هي حالات كوليرا، ناجمة عن المياه الملوثة بالدرجة الأولى، والخضار المروية بمياه الصرف الصحي والتي لأيام غسلها جيداً بالدرجة الثانية ، محذرا من تفشي الوباء، وموجها أي شخص يشعر بأعراض كالإقياء وآلام المعدة والبطن والإسهال المائي إلى ضرورة إجراء تحاليل مخبرية والتي تعد الفيصل في معرفة المرض.

وكانت الصيدلانية “نور أبو عسلي” نشرت على حسابها الشخصي في فيسبوك منشرواً اطلع عليه الراصد؛ عن تفشي أعراض كالإسهال والإقياء والغثيان والألم البطني والوهن والدوار والحمى في المحافظة في الفترة الأخيرة وبأعداد تصل للمئات، ونوهت إلى أن الصيدليات والمستودعات الطبية والمشافي بدأت تفقد المخزون من الأدوية وخاصة أدوية الجهاز الهضمي والسـيرومات والأدوية الإسـعافية الوريدية.

وحذرت الصيدلانية من أن استمرار الوضع على ماهو عليه سيقود إلى مرحلة ستعجز فيها الطواقم الصحية والصيدلية عن تقديم أي شي للمريض.

وأرجعت “أبو عسلي” هذه الظاهرة المرضية إلى أسباب عديدة، كالمياه والخضار الملوثة، والبطيخ المهرمن الذي يتعرض لأشعة الشمس والحرارة لفترات طويلة، إضافة للمثلجات والمشروبات الباردة، والتردد إلى المسابح العامة التي غالبا لاتكون مطابقة لشروط السلامة العامة.

ووجهت الصيدلانية المواطنين إلى اتباع أساليب الوقاسة لتجنب الإصابة، كتعقيم خزانات المياه المنزلية بأقراص الكلور المخصصة لذلك بشكل دوري وخاصة مياه الشرب، وغسل الخضار والفاكهة بعد نقعها بالخل، والحرص على النظافة البدنية ونظافة الحمامات والمغاسل، والابتعاد عن تناول المثلجات والمشروبات الباردة والمأكولات الحاوية على الخضروات الورقية والنيئة، وتجنب ارتياد المسابح العامة.

وفي أواخر العام الماضي أعلنت وزارة الصحة عن وصول الحد التراكمي للإصابات بالكوليرا إلى 594 إصابة و39 حالة وفاة، فيما يشكك أطباء مختصون بالأرقام الرسمية ويؤكدون بأن الأعداد بلغت أكثر من ذلك بكثير مع عدم إمكانية إحصاءها لأسباب عديدة أولها هو اتجاه المواطنين للطبابة العربية نتيجة ارتفاع أسعار المعاينات الطبية والفحوص المخبرية وأسعار الأدوية، أضف إلى ذلك ضعف الثقافة الصحية العامة والتوعوية حول المرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى