قصة اختفاء مركب هجرة من ليبيا إلى إيطاليا “أحد المفقودين من السويداء”!!
خاص الراصد
“كان آخر اتصال بين راغب وعائلته ليل التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني الماضي عندما أبحرت مركبته التي تضم 24 مهاجراً من سواحل مدينة الخمس الليبية باتجاه إيطاليا، ومنذ تلك الليلة لم يسمع عنهم شيء”.
انطلق الشاب “راغب سمير شعبان” المنحدر من محافظة السويداء مدينة شهبا برفقة 23 شخصاً من السواحل الليبية في رحلة باتجاه إيطاليا قاصدين اللجوء إلى أوروبا بدأت في تمام الساعة العاشرة ليل 29 تشرين الثاني 2023، ولم تنتهِ فصولها حتى الآن، حيث فُقد الاتصال مع كامل الرحلة وبقي مصيرها مجهولاً.
العجيب في الأمر أن أخبار هذه الرحلة شحيحة جداً، وكأنها لم تكن لولا ظهور ثلاثة جثث لسوريين كانوا على متن القارب في حين لم تذكر وسائل الإعلام عنها شيئاً.
الراصد تواصل مع عائلة الشاب “راغب سمير شعبان” الذين لم يتركوا وسيلة ممكنة لمعرفة أي معلومة عن ابنهم البالغ من العمر 30 عاماً والأب لطفلة صغيرة، حيث قال شقيقه: ” انقطع الاتصال مع راغب منذ الأيام الأولى للرحلة، وكنا نأخذ الأمر بشكل طبيعي كونه في البحر، وبعد عدة أيام تسرب القلق والتوتر إلينا بشكل لا يوصف؛ خاصة بعد أن تحركنا بالسؤال والاستفسار عن المركب والرحلات، ونتابع عمليات إنقاذ الغارقين في البحر، والاتصال مع معارفنا في ليبيا دون جدوى”.
وأضاف شقيق راغب إن شكوكهم بعدم إقلاع الرحلة جعلتهم يسألون عن راغب في بعض السجون الليبية لعل السلطات هناك أوقفتهم قبل أن يتخطى المركب (اسمه مجهول) المياه الإقليمية. كما بحثوا عنه في تونس ومالطا وإيطاليا، وتواصلوا مع دوريات من خفر السواحل ولم يتمكنوا من معرفة أي شيء. ثم يضيف “بعد مرور بضعة أسابيع، علمنا اكتشاف جثث لثلاثة أشخاص سوريين من الرحلة نفسها، وجدت على الشواطئ الليبية، وعرفت أسماؤهم وهويتهم، بينهم فتاة وشابين، ليبقى مصير 21 شخصاً مجهولاً”.
وحسب بعض المعلومات والشكوك التي وصلت إلى ذوي الشاب المفقود فهناك فرضية أن يكون فقدان الرحلة بالكامل وعدم العثور عليها أو على المركب من قبل أي دولة نتيجة لعملية اختطاف قام بها مهربون في البحر أو قراصنة أثناء توجه الرحلة إلى إيطاليا، وأن مشكلة ما جرت للمركب أو على سطحه أدت إلى غرق البعض والقبض على الآخرين، وهذه تفسر وجود ثلاثة جثث على الشواطئ الليبية “وهي فرضية تبعث الأمل بوجود البقية أحياء في مكان ما”.
ورصد مراسلو الراصد بعض المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي عن وجود رحلات تهريب في اليوم نفسه، أقلعت من عدة أماكن في ليبيا، منها رحلة قارب تبين أن خفر السواحل الليبي قام باعتراضها وكان فيها 53 شخصاً حيث بادر خفر السواحل بإطلاق النار على القراب، ما تسبب في عطله واقتياد ركابه إلى طرابلس واحتجازهم في “عينزارة”.
وقد نشرت مصادر أخرى أن حادثة غرق لمركب انطلق أيضاً في التاريخ نفسه، وللمصادفة كان على متنه 24 شخصاً تم إنقاذ 17 منهم، ومصير باقي الرحلة ما زال مجهولاً.