“التجمع المهني” ماهو؟! وماهي ورقة عمله؟!
أفرز الحراك المدني الذي انطلق في السادس عشر من آب 2023 في محافظة السويداء العديد من الفعاليات المدنية والسياسية، المبنية على أسس نقابية وشعبية وأهلية.
الحراك وصف بأنه اتخذ مظهراً تنظيمياً حضارياً ووجد البعض أنه قدم على المستوى السوري تطورا في مشهد المظاهرات حيث برزت تنظيمات مهنية تحت أسماء تجمعات بدأت بتجمع أطلقه عدد من المهندسين والمهندسات ليستمر انبثاق تجمعات مهنية أخرى كالقطاع الصحي والمهندسين الزراعيين والمعلمين والكتاب والفنانين التشكيلين فالفلاحين والعمال، والتجار والمعتقلين السابقين والضباط المتقاعدين وغيرها.
ومايميز هذه التجمعات ويعطيها خصوصية هي خروجها عن المألوف من النقابات التي تواجدت على مر سنوات متخذة أوامرها التنظيمية والإدارية وفقا لأهواء حزب البعث، حيث كان الحزب يحكم نشاطاتها ويرسم مخططاتها ويعين إدارييها وفق مزايا يحددها، ولكنها بكل تأكيد لاتشكل بديلاً عن النقابات بل تسهم في التأثير في مجالس النقابات لإعادة بلورة النقابات كما يجب أن تكون.
وبعد مضي ماينوف عن أربعة أشهر من انطلاقة الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتغيير السياسي والانتقال السلمي للسلطة في البلاد، قررت التجمعات المهنية على مختلف تسمياتها الإنضواء تحت تنظيم نقابي واحد باسم “التجمع المهني”.
وجاء ذلك في بيان أطلقه التجمع المهني في السويداء أوضحوا فيه أن فكرة إطلاق التجمع جاءت نتيجة المعاناة و المظالم السياسية و الاقتصادية والاجتماعية وما آلت إليه الأوضاع في سوريا عبر عشرات السنين من تشظي المجتمع وتقسيم سوريا ضمن سلطات الأمر الواقع ، والاحتلالات والتدخلات الخارجية، وبسبب السيطرة الأمنية على المؤسسات السياسية والمدنية ، ومصادرة الحريات والتدهور الاقتصادي الشديد ، والدمار الذي لحق بالبشر والحجر .
وأشار البيان إلى أن كل ما سلف ذكره من تحديات أدت إلى انطلاق موجة جديدة من الحراك الشعبي، عبرت عنه انتفاضة السويداء السلمية التي أكدت على الوجه الحضاري للشعب السوري، وتسببت بظهور تجمعات ذات طابع مهني (مهندسون ـ محامون ـ معلمون ـ مهندسون زراعيون ـ كتاب ـ فعاليات اقتصادية ـ كوادر القطاع الصحي ـ فلاحون ـ فنانون تشكيليون) ، مشيرين إلى أن ظهورها برز كنقطة مميزة لحراك السويداء ، مستندين بذلك إلى الشرعية الدستورية (كحق التظاهر وحرية التعبير وإبداء الرأي بكافة الوسائل السلمية المتاحة).
وقدم البيان الرؤيا الخاصة بالتجمع مشيراً إلى أن شرعية التجمع جاءت من الشرعية الدستورية للشعب الذي يمثل التجمع جزءا منه، مؤكداً على ضرورة الانتقال السلمي للسلطة عبر القرارات الأممية بما يعزز بناء دولة ديمقراطية ذات سيادة، تضمن حقوق المواطنة وتضمن العدالة والمساواة وسيادة القانون واستقلال القضاء وفصل السلطات ومحاكمة الذين تلوثت أيديهم بدماء السوريين ومن تورطوا بقضايا الفساد ونهب المال العام.
وأكد البيان على وحدة سوريا، رافضاً أي دعوات انفصالية، مطالباً برحيل كافة القوات الأجنبية عن سوريا، وتعويض الشعب عن كل الأضرار، وبان الشعب السوري هو المالك الوحيد لتقرير مصيره ورسم مستقبله .
وحول تمثيله في الحراك زعم التجمع أن عمله لايمثل الحراك إنما يمثل فئة نقابية همها دعم الحراك ورفده بما يقدمه بمظهر جميل ويضمن استمراره حتى تحقيق مطالبه، والعمل للافراج عن معتقلي الرأي ، والمغيبين قسرياً، والتواصل مع الزملاء النقابيين السوريين في كل مكان، والتواصل مع المجتمع وتقديم المبادرات الإنسانية والخدمية التي تساهم في تحسين الأوضاع، ومتابعة ملفات الفساد، و العمل على فضح ممارسات تجار الحروب ومرتكبي الجرائم بحق الشعب السوري.
يقول “علي” وهو أحد المشاركين الدائمين بمظاهرات السويداء ل #الراصد “إن الحراك الذي راهن الكثيرون على اندثاره ببضعة أسابيع لايزال مستمراً حتى اليوم يصر المشاركون فيه على تقديمه بشكل عز نظيره على المستوى الوطني والإقليمي من خلال نخب شعبية أبت الانجرار إلى ما سعت إليه السلطات الأمنية وقنوات الإعلام الموجه بهدف حرف المسار العام. وقدمت أنموذجا طامحاً لإعادة تصحيح البوصلة على المستوى العمل المؤسساتي في المحافظة، وجعله طريقاً على المستوى الوطني”