مرضى السرطان يستغيثون والجمعية تعاني من غلاء أسعار الجرعات الكيميائية!!
أعلنت جمعية أصدقاء مرضى السرطان عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك عن تراجع مقدرتها المالية ما أدى لعجزها عن تغطية كامل نفقات واحتياجات مرضى السرطان. وبينت الجمعية في تقريرها الاقتصادي تكاليف شراء الجرعات الكيميائية خلال شهري كانون الثاني وشباط والبالغة 95595000 ليرة سورية، بينما الواردات من “المحسنين” خلال الشهرين 63600000 ليرة، بنسبة عجز قاربت خلال الشهرين 32 مليون ليرة سورية.
وكانت الجمعية قد غطت نسبة العجز من الأموال المودعة لصالح مشروع مشفى “الشفاء الخيري” المتوقف العمل به منذ أكثر من عام، من أجل دعم مصاريف مرضى السرطان، وبررت هذا العجز بسبب ماوصفته بالغلاء الفاحش لأسعار الأدوية والجرعات الكيميائية بالإضافة لعجز العديد من المرضى عن شراء الجرعات والإقبال الكبير على الجمعية.
جمعية أصدقاء مرضى السرطان التي تأسست في 2 كانون الأول 2007 من مجموعة من المتطوعين، وبدأت عملها في بداية 2008. قدمت لمرضى السرطان من خير أبناء المحافظة المغتربين والمقيمين ما عجزت عنه الدولة خلال هذه السنوات في منطقة تشير الإحصاءات إلى ارتفاع معدل نسب الإصابة بها للأعلى على مستوى سورية.
وتشير التقارير والبيانات أن الجمعية قدمت مساعدات خلال سنوات عملها الماضية لأكثر من 13 ألف مريض سرطان بأدوية العلاج والمسكنات والتحاليل الطبية والتصوير الشعاعي بالاضافة لنقل أكثر من 200 ألف حالة مرضية إلى مشفى البيروني في دمشق لتلقي العلاج والعودة إلى السويداء. وهذا الرقم يُظهر الكارثة الحقيقية لأعداد حالات السرطان في محافظة لا يزيد عدد سكانها عن 500 ألف نسمة. ويعزز غاية الجمعية لإنشاء مشفى خيري لعلاج مرضى السرطان في الوقت الذي اتكأت فيه الحكومة على التبرعات والمساعدات الإنسانية لحل مشاكلها.
تقول والدة طفلة مريضة في حديثها عن معاناتها اليومية ل #الراصد؛ إن ابنتها تحتاج لجرعة كيميائية كل 21 يوم بتكلفة تتراوح بين 200 ألف و300 ألف، وبعض المرضى يحتاجون لمليون ليرة، وقد يصل لمليونين، حيث يزيد سعر الدواء بشكل متواصل بحسب سعر الدولار والغلاء الكبير لأسعار الأدوية الغير متوفرة في سورية. وتؤكد إنها تعجز عن تأمين الأدوية مثل الكثيرين من الأهالي، حيث تؤمن الجمعية جزءاً منه، بالإضافة إلى حجز الموعد والنقل إلى دمشق. وترى السيدة أن الجمعية خففت عنها أعباء كبيرة لا يمكن أن يشعر بها إلا المريض وذويه، بفضل المتبرعين وحُسن عمل الإدارة ومتابعتها والتي منحتها الأمل بشفاء طفلتها.
سعت جمعية أصدقاء مرضى السرطان- شفاء، بإدارة الدكتور عدنان مقلد منذ عام 2020 لبناء مشفى خيري في منطقة ظهر الجبل القريبة من مدينة السويداء. واستطاعت خلال عامين إنجاز ما نسبته 20% من البناء، جله من تبرعات أبناء المحافظة المقيمين والمغتربين بما فيها الأرض التي شُيّد عليها البناء. وتعثر المشروع نتيجة الركود الإقتصادي العالمي وغلاء المعيشة بالإضافة للحاجة الملحة لمتابعة علاج المرضى والتي فاقت الواردات بكثير.
وبالرغم من عجز الجمعية عن تلبية احتياجات جميع المرضى فقد سعت من خلال عدد من المتطوعين الأطباء والممرضين لتغطية معظم الحالات المرضية بالإضافة لقيامها بحملات توعية وندوات حول سبل الكشف المبكر عن أمراض السرطان عامة وسرطان الثدي بشكل خاص والذي بلغ أعلى نسب إصابة في المحافظة بمعدل 1 إصابة لكل 9 نساء.