في السويداء، حرمان عدد من العائلات من برنامج الإغاثة، والفقراء بازدياد!!
استبعد فرع الهلال الأحمر في #السويداء عشرات الأسر المهجرة من المحافظات الشمالية من برنامج الإغاثة بناء على تقييم ذاتي للجان منبثقة عن الفرع واستئناس لآراء مخاتير المناطق، ومن بين العائلات المستبعدة منذ شهور أُسر لجأت إلى المحافظة واستقرت بها منذ سنوات بعدما فقدت بيوتها وأملاكها خلال سنوات الحرب.
“أبو محمد” أحد المستبعدين من المعونات يقول للراصد: “منذ أربع سنوات لجأتُ وعائلتي إلى السويداء بعدما دُمر منزلنا في إدلب مثل العديد من العائلات السورية، وبمساعدة من أهل الخير استأجرت منزل صغير في مكان ناءٍ وقصدت الهلال الأحمر، وبعد عدة أشهر؛ وبموجب دراسة معمقة من شعبة الهلال حصلت على فراشين إسفنج وسلة غذائية بمعدل كل شهرين مرة، ثم ما لبثت السلة أن أصبحت نصف سلة، ومنذ خمسة أشهر لم نحصل على شيء”
فرع الهلال الأحمر في السويداء بدوره يقول إنه يجري دراسات دورية ويقسّم العائلات المحتاجة إلى فئات بحسب الحاجة ويرفع البيانات إلى المركز الذي يرفعها بدوره إلى منظمة الأغذية العالمية وهذه المنظمة تقرر المستحقين من الإغاثة أو الاستبعاد، حيث يقتصر دور الهلال فقط على جمع البيانات وإرسالها وفق معايير وضعتها المنظمة.
وقد أعلن “نواف قرموشة” مدير فرع الهلال الأحمر في السويداء البدء باستقبال شكاوى المواطنين المستبعدين بغية النظر فيها ومعالجتها في حال وجود أخطاء في التقييم.
في حين يشكك بعض المواطنين في آلية تقييم الأسر المستحقة للمساعدة، ويدعي البعض إن أعداد كبيرة من المعونات لا تذهب إلى مستحقيها وتوزع بناء على المعرفة والواسطة وعلى تقييمات من أمناء الفرق الحزبية ورؤساء البلديات والمخاتير. ويمكن للجميع رؤيتها تملأ أسواق المحافظة وبكميات غير محدودة.
تقول السيدة المهجرة ‘أم هاشم’ للراصد: منذ خمس أشهر أتردد إلى مركز توزيع المساعدات وأرى بعيني كيف يحصل عليها البعض دون أن ينزلوا من سياراتهم، وكيف تباع على باب المركز، وفي كل مرة أحاول أن ألتقي المسؤول عن استبعادي وعائلتي، وما علاقة القرار بدمشق إذا كانت الدراسة هنا بالسويداء، وفي كل مرة أعود خائبة ومذلولة.
أحد المتطوعين سابقاً في منظمة الهلال الأحمر يؤكد للراصد إنه بقدر ما استطاع فريق الإسعاف الهلالي من السائقين والممرضين المتطوعين الوصول إلى أهالي المدينة وتقديم صورة مشرقة عن خدمات إسعاف الهلال، بقدر ما استطاع الكثير من المتنفذين والمسؤولين في الجهات الأمنية والحزبية والبلديات الإساءة إلى عمل الهلال من خلال فرض كميات كبيرة من السلل الغذائية دون بيانات ودون أسماء أحياناً، بالإضافة إلى تزوير في المعلومات والبيانات المقدمة.
يذكر أن قصة المعونة التي يقدمها الهلال الأحمر في سورية تحولت خلال الأيام السابقة وبعد الزلزال إلى قضية رأي عام بسبب إلغاء أسماء آلاف المستحقين من جداول المعونات، في الوقت الذي أصبح فيه كل الشعب بحاجة مساعدات!!