جدل حول تبرع المجتمع لمؤسسات “الدولة”، والهيات تلتحق بالركب!!
” نحنا عطشانين وبحاجة لمي، والبير تبعنا خربان..بدنا من الله ومنكن تساعدونا بأربع الاف دولار لمنا نقدر ننزل غطاس ونشرب مي”.
بهذه الكلمات ناشد الشيخ “أبو شاهين محمد نوفل” إمام قرية الهيات الواقعة في الشمال الشرقي لمحافظة #السويداء ؛ أبناء قريته من المغتربين عبر فيديو قصير نشرته إحدى صفحات القرية.
بعض المواطنين في القرية أبدوا تأييداً لمطلب الشيخ، واعتبروا أن ذلك واجباً عاماً لا يجب رفضه.
فيما أبدى آخرون معارضة لهذه الخطوة معتبرين أن مساهمة المواطنين بالتبرع لتشغيل خدمات تقع مسؤولية تشغيلها على عاتق مؤسسات الدولة من أموالهم الخاصة ليس إلا “تغذية للفساد ودعماً واضحاً لتهرب الدولة من مسؤوليتها”.
أحد المواطنين من القرية قال في حديث ل #الراصد: “إن مسؤولاً في المحافظة طلب من لجنة التبرعات ممثلة بإمام القرية جمع المبلغ المطلوب لشراء الغاطس، مؤكداً إن إحدى الجهات الحكومية ستبيعهم غاطساً لديها!، وفي حال العطالة فهي مسؤولة عن إصلاحه”، وسأل المواطن: (مين الجهة الي بدا تبيع الغطاس؟ يعني الدولة عندها غطاسات وبدها تبيعن للناس والقرى ليركبوهن على بيار المي اللي ضريبتهن عبتروح للدولة؟).
بينما أشار مواطن آخر إلى أن نية الشيخ في الدعوة هي الخير بكل تأكيد، وأنه معروف ومحبوب ويهدف إلى مساعدة الناس إلا أن الناس بالكاد تستطيع تأمين ثمن ربطة الخبز، عدا عن الشبان الذين اغتربوا ليعيلوا عائلاتهم، فهل من المعقول أيضا أن يعيلوا الدولة، قائلا (يعني فوق قرقو ثقالة).
ليست الهيات هي القرية الأولى في السويداء التي طرحت فيها هذه الفكرة، بل سبقها إلى ذلك العديد من القرى والبلدات في المحافظة، حيث كانت “المبادرات الأهلية لتمويل إصلاح وتشغيل خدمات حكومية في قطاعي المياه والاتصالات” عنواناً عريضاً منذ بداية العام، وقد تم جمع تبرعات فاق مجموعها المليار ونصف ليرة سورية في المحافظة لتمديد خطوط كهرباء معفاة من التقنين لآبار هذه المناطق ومقاسمها، عدا عن تبرع الأهالي بمنظومات طاقة بديلة في قرى أخرى.
يتسائل مواطن: ” إذا كان ريع أقل مقاسم المحافظة الدوري أي خلال شهرين بحدود 50 مليون ليرة سورية، وهي تكلفة تركيب منظومة كهرباء بالطاقة البديلة لذات المقسم، فلماذا لا تقوم الدولة بتركيب هذه المنظومة على نفقتها بدل الاعتماد على جيوب الفقراء والمغتربين؟”.
بالمقابل كانت قرى المقرن القبلي قد رفضت هذه الآلية في حل المشكلات، ولم تقبل بطلب التبرعات قد تساعد في إعفاء الدولة من مسؤولياتها، ولايزال هذا الموضوع مثار نقاش وجدل في مختلف القرى والبلدات، بين مرحب ورافض بشكل قطعي، في حين يصول ويجول مسؤولو البعث في القرى متحدثين عن انجازات قريتهم في جمع التبرعات وقدرتهم على إيجاد حلول من خلال دعم المجتمع للمؤسسة الرسمية..