خسرت مالها وزوجها وأقاربها، بسبب شركات الاحتيال!!
فجأة ودون سابق إنذار، وجدت ليلى نفسها أرملة غارقة بالديون بلا حول ولا قوة، بعدما أعلنت شركة “كيونت في السويداء” إفلاسها وهرب من كان يدير التسويق فيها. وفوق مصيبتها فقد ناصبها معظم أقربائها وأقرباء زوجها العداء، كونهما قاما بإغراءهم للإنضمام إلى الشبكة تحت اسميهما.
«الغنى السريع دون عناء هو الوهم الذي يغذيه من يمتلك فن الإقناع في عقل من تسيطر عليه الأحلام الوردية في ظل الفاقة والحاجة».. هكذا وصفت ليلى باختصار للراصد معنى “التسويق الهرمي”، وتابعت: «بدأ الأمر بحديث بين زوجي المرحوم وصديقه المقرب عن العمل المرهق والشاق مقابل الأجر الزهيد، ليطرح الأخير على زوجي فكرة الانضمام تحت اسمه في شركة كيونت بدفع 2500 دولار مقابل ربح 225 دولار شهرياً».
وبعد جهد أقنعت ليلى زوجها بأن هذه فرصة العمر لكي تتحسن أوضاعهم، ولأنهم من أسرة متوسطة الدخل ولا يملكون هذا المبلغ؛ قررا بيع مصاغ ذهبي وسيارة “بيك أب”، واستدانة المبلغ الناقص، وفعلا تم البيع والاستدانة وبدأ مركب الأحلام نحو الثروة يسير.
وتضيف: «المسألة لم تتوقف عند انضمامنا، بل كان يجب علينا جمع أعضاء جدد وإقناعهم لينضموا تحت اسمينا، هذا الشرط الأساسي لكي نبدأ بحصاد الأرباح، ومن هنا بدأت وزوجي بإقناع أشخاص من الدائرة المقربة منا، حيث أقنع زوجي أخويه وأقنعت أنا صديقتين من صديقاتي، حيث أسهمنا من خلال ذلك بدفعهم للاشتراك بمبلغ يقارب سبعة عشر ألف دولار».
وكما هو معروف فإن مبدأ هذه الشركات هو الإيقاع بأكبر عدد من الضحايا، عن طريق تسهيل العمولة أول فترة، وبعد انتشار الشركة وازدياد أعداد “المستثمرين” تعلن الشركة إفلاسها ويتوارى مديروها عن الأنظار فارين بأموال الناس، تاركين وراءهم خلافات بين أفراد الأسرة الواحدة، وكراهية وتفكك، وإن لم يفروا فلا يستطيع المشترك استرداد أمواله لعدم وجود أوراق قانونية، وبحسب الشائع “القانون لايحمي المغفلين”.
تؤكد ليلى في حديثها للراصد أنها وزوجها تمكنوا من استرداد المبلغ الأول ما أثار أطماعهما ليقوما بالاشتراك به مرة أخرى واستدانة 10000 دولار إضافية بالفائدة، والتسجيل باسم ليلى أيضا، ثم السعي لإقناع أعضاء جدد للاندراج تحت اسمها، وهذا ماحصل، ولكن بعد أقل من شهرين وبين ليلة وضحاها اختفت الشركة وإدارتها ليخسر الكثير من الناس أموالهم، ومنهم هي وزوجها الذي أصابته نوبة قلبية فارق على إثرها الحياة تاركاً لزوجته وأبناءه “إرثاً كبيرا من الديون، ومشاكل وعداءا مع الأقرباء والأصدقاء الذي قام وزوجته بإقناعهم للإنضمام للشركة”.
كثيرة هي القصص وهذه إحداها وتلخص قصة أكثر من 30 ألف شخص من السويداء خسروا ما مجموعه قرابة 500 ألف دولار عام 2019.
الوضع الإقتصادي والمعيشي المتردي وحق الناس بالتطلع لتأمين مايكفيهم شذر العيش ويضمن لهم العيش الكريم يحدو بهم للبحث عن أي مصدر لتحصيل أرباح تتلائم مع تقلبات الوضع وتنامي الغلاء والمعيشي، دون التفكير بالمآلات المستقبلية بشكل مدروس، بل يكفي “قوة القلب والمغامرة” كما يسمها البعض.
وبعد 4 سنوات من قضية “كيو نت” أطل علينا “المشروع 22” الذي يديره الأشخاص ذاتهم في رأس الهرم، ولكن الفارق بين الفكرتين أن الأول بحاجة لأن تضم تحت اسمك شخصين أو اربعة لتبدأ بجني الأرباح، أما الأخير فيكفي أن تدخل بمبلغ معين “بالدولار تحديداً” لتستطيع تحصيل مايقارب 33 بالمئة كل 22 يوما أي أنك وخلال 66 يوما تسترد مبلغك الأساسي وتبدأ بجني الأرباح الصافية، وذلك ساهم بانتشار “المشروع 22” كانتشار النار في الهشيم، حتى بلغ العدد المنتمي لهذا المشروع حتى يومنا هذا نحو 12 ألف شخص وفعالية تجارية، بين مشترك بمبلغ 50 دولار حتى مشترك بمبلغ 100 ألف. دولار.
يتبع