“عن بيان آل مزهر”، من يبحث عن نزاع عائلي؟!!
صدر يوم أمس بيانا نسب إلى آل “مزهر”، وفي التفاعل معه تحامل كثر من أبناء محافظة #السويداء مهاجمين العائلة متهمين أفرادها بأنهم يدافعون عن العصابات، في حين ظهر بيان آخر ينفي البيان الأول وانتشر عبر صفحات وهمية وهو “أي بيان النفي” غير دقيق ولم يصدر عن آل “مزهر” ولكن السؤال هل الأول صدر عن العائلة؟!
المعلومات الواردة جميعها تشير أن كثر من آل “مزهر” رفضوا البيان الذي يهاجم “الجرماني” وقالوا أن لا علاقة لهم به، مهاجمين من أصدره، وهذا طبيعي جدا اليوم في مجتمع لم يعد هناك أشخاص يمتلكون صفات تمثيلية، فمن يمثل آل “مزهر” هل هم قادة المجموعات المسلحة، أم الشعراء من العائلة، أم المثقفين، أم الأكاديمين، أم الوجهاء، أم العمال، أم رجال الدين؟! لا أحد يعلم، ولكن المعلوم الوحيد أن لا أحد يمثل عائلة كبرى اليوم مهما ادعى ذلك.
والصحيح إنه قد استدعى بعض من شبان آل “مزهر” فعلا وجيها من آل “الجرماني”، وقد قال الرجل إن ” مرهج الجرماني ” لا يمثل آل الجرماني في تحركه، ولا يأخذ تعليماته من العائلة، ولكنه أضاف بأن الجرماني ومن معه من الذين انتفضوا على العصابات يمثلون كل شريف في الجبل!!
ومن الواضح إن استدعاء وجيه من آل الجرماني كان مقصد بعض الأشخاص منه تحويل الصراع إلى عائلي (جرماني/مزهر) وحرف مقصود لشكل الصراع القائم بالمحافظة اليوم.
والحقيقة إنه لا آل”الجرماني” ولا آل “مزهر” ولا آل “فلحوط” أطرافا بالصراع،وليس من المقبول زج العائلات في هذا الصراع، وان هذه المحاولات تتم بقصد خلق فتن عائلية لا مكان لها في الجبل..
فالذي يعتبر بيانا صدر عن بضع أشخاص هو بيان يمثل عائلة فهو بدون شك يظلم العائلة، ولاشك أن كل أفراد العائلات التي تحتوي عصابات، في خطر من هذه العصابات أكثر من غيرهم، ولنا في مثال اختطاف “راجي فلحوط ” لابن عمه مثالا واضحا في ذلك، وعلى الرغم من كل الوضوح في أن كلام “الجرماني” لم يكن مقصوداً به عائلة مزهر، لكن “الجرماني” وجد نفسه مضطرا للتوضيح قائلا:
(يوم فتنا على عتيل مكنش الهدف اوادم عتيل الشرفاء
يوم فتنا على قنوات مكنش هدفنا ال قنوات الشرفاء
وما بيختلف عقلاء إثنين أنه مش المقصود شرفاء ال مزهر
والمقصود هم عصابه مهند مزهر وعصابه رامي مزهر
التابعه للارهابي راجي فلحوط
و ما بعتقد انه شرفاء بيت مزهر موافقين و محتظنين
رامي و مهند بأعمالهم و تعدياتهم على خلق الله)
في المقابل جاء بيان آل الجرماني و أبو خليل ليوضح عدم قبوله لأي صراع عائلي حيث ورد في بيانهم:
(١- بعد سوء الفهم لمقصد إبننا أبو غيث مرهج الجرماني الذي حصل من قبل أقاربنا و أصدقائنا آل مزهر الكرام و جب التوضيح حتى ولو كان المقصد واضح ولا يحتمل التأويل ولكن لتفويت الفرصه لمن يريد تغير دفة الحراك في جبل العرب ضد العصابات الى نزاعات عائليه نحن وكل عائلات الجبل نترفع عنها .
٢ – مرهج لم ينطلق من موقف عائلي بل من حراك شعبي شارك فيه جميع الشرفاء من جميع العائلات و الفصائل لذا وجب التنويه أيضا حيث أنه لا يمثل بشخصه وموقفه العائله بل يمثل الشرفاء في كل الجبل
٣- هدفنا أن نحيا بسلام في وطن يسوده القانون فالقانون ملح الأرض).
وبعد هذا لربما بات واضحا أن تحويل الصراع لصراع عائلي لن يجد مكاناً له في السويداء، وأن تحميل العوائل مسؤولية سلوك أبنائها لا ينفع بشيء، ولن يودي لنتيجة، فما وصلنا إليه مرتبط بعدة عوامل اقتصادية وأمنية وسياسية، والعوائل التي نحاول تحميلها المسؤولية هي الحلقة الأضعف في كل هذا…