اخبارتحقيقات

عقود عمل تتحول إلى مأساة إنسانية، حكاية مئات السوريين في ليبيا!!

 

كشف شبان من محافظة السويداء عن تعرضهم ونحو ألفي شاب سوري لعملية نصب ممنهجة في ليبيا، بعدما وقعوا ضحية وعود وظيفية خادعة قدمتها شركة “برقة” الليبية لتشغيل الأجانب، عبر مكتب وساطة يُدعى “الدج” يملكه شريك شقيق رأس النظام المخلوع ماهر الأسد.

في التفاصيل فقد وقع الشبان عقود عمل مع الشركة في آذار 2023، تضمنت رواتب تتراوح بين 400 و700 دولار شهرياً، وفقاً لطبيعة العمل.

وبحسب شهادات وصلت لـ”الراصد”، فقد تم نقلهم على دفعات (200 عامل لكل دفعة) إلى منطقة “دريانة” في بنغازي، حيث واجهوا ظروفاً معيشية قاسية، وفرضت عليهم الإقامة في مراكز مغلقة ومعزولة، مع انعدام تام للخدمات الصحية رغم وجود مرضى بينهم.

كما أكدوا أن الرواتب الموعودة لم تُدفع بالكامل، فيما خُصم مبلغ 700 دولار من كل عامل كـ”تأمين” لتذاكر العودة، التي تأجلت حتى 19 رمضان المقبل أي بعد شهر من اليوم، دون توضيح الأسباب.

وأشار أحد المطلعين إلى تعرضهم لتهديدات من مجموعات مسلحة محلية في حال تمردهم على الأوضاع، مع حرمانهم من التواصل الخارجي خوفاً من كشف المعاناة. حيث نُقل عن أحدهم القول: “نحن هنا بلا موارد ولا أمل في الخروج من هذه المأساة التي دمرت حياتنا، بينما تحتاج أسرنا إلى عودتنا”.

وفي نداء استغاثة، ناشد العمال الحكومة السورية والمنظمات الدولية التدخل العاجل لإعادتهم، مؤكدين ضرورة التعامل بحساسية مع ملفهم لضمان سلامتهم.

يذكر أن شركة “برقة” التي يديرها طارق أبو عيشة، تُعد من أبرز مكاتب التشغيل في شرق ليبيا، لكنها تواجه اتهامات متكررة باستغلال العمال الأجانب.

وتبقى هذه القضية جزءاً من معاناة مستمرة للعمال السوريين في دول النزاعات، حيث تُستغل ظروفهم الاقتصادية الصعبة في شبكات تهريب وعمل غير نظامي، وسط غياب آليات حماية فعالة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى