12 قتيلاً في السويداء، جراء العبث بمخلفات عسكرية!!
شهدت محافظة السويداء خلال الأسابيع الأخيرة، وفي الفترة الممتدة بين 8 كانون الأول 2024 ويوم الجمعة 3 كانون الثاني 2025، سلسلة انفجارات مروعة وقعت في مناطق عسكرية مهجورة، وأسفرت عن سقوط 12 قتيلاً على الأقل، بالإضافة لإصابة 9 آخرين على الأقل. مايسلط الضوء على المخاطر الجسيمة التي تنجم عن دخول المدنيين إلى هذه المناطق والعبث بالأسلحة المتروكة فيها.
ففي حادث مأساوي، أدى انفجار محطة القلعة العسكرية في مدينة السويداء، خلال تجمهر عدد من المواطنين داخلها، صباح يوم الأحد 8 كانون الأول 2024، إلى نشوب حريق ضخم، أسفر عن مقتل 7 مدنيين وإصابة عدد غير معروف بدقة من المواطنين جراء تعرضهم لحروق شديدة.
وفي يوم الاثنين 9 كانون الاول 2024، قتل 3 مواطنين من المحافظة خلال تواجدهم داخل ثكنات ومطار عسكري إبان غارات شنها سلاح الجو الإسرائيلي استهدفت الفوج 44 على طريق قنوات ومطار خلخلة العسكري.
وفي 24 كانون الأول 2024 المصادف يوم الثلاثاء، أصيب مواطنان جراء انفجار لغم خلال تواجدهما بالقرب من مطار خلخلة العسكري.
فيما أصيب 3 يافعين، إثنان من المحافظة وآخر من خارجها بتاريخ 1 كانون الثاني 2025، بالقرب من الفوج 405 بين قريتي كفر اللحف والمجدل غربي السويداء.
فيما انفجرت طائرة حربية داخل مطار خلخلة العسكري أمس الخميس 2 كانون الثاني 2025، نتيجة تدخلات بشرية، ومحاولة عبث بالطائرة لاستخلاص بعض المواد منها من قبل أشخاص مجهولين لم يعرف عددهم لكن شهود عيان من المنطقة قالوا ل #الراصد أنهم شاهدوا ثلاثة اشخاص داخل المطار يقومون بدفع طائرة والعبث داخلها.
ليتبع ذلك حدوث انفجارات داخل الفوج 405، اليوم الجمعة 3 كانون الثاني 2025، نتيجة العبث بقنابل عنقودية بغية استخراج مواد منها، ويقتل يافع ويصاب اثنان آخران، أحدهما بحالة حرجة
وإذا ما تساءلنا عن سبب حدوث هذه الكوارث، فسنجد أن السبب الرئيسي وراء ذلك يكمن في الفراغ الأمني الذي خلفه انسحاب قوات النظام من هذه القطع العسكرية بعد معارك اسقاط النظام وعدم وجود حاميات تحرس هذه المواقع بشكل مسؤول. الأمر الذي شجع بعض المدنيين للدخول بدافع الفضول أو البحث عن مواد قيمة، دون إدراك للمخاطر المحدقة بهم، أو الالتفات إلى أن الأسلحة المتروكة هي أدوات قاتلة، وإن أي خطأ في التعامل معها سيكون له نتائج كارثية.
و لتجنب تكرار مثل هذه المآسي، فإنه يجب على المجتمع والفصائل اتخاذ مجموعة من الإجراءات العاجلة والحاسمة، من بينها تطويق المناطق العسكرية المهجورة ومنع الدخول إليها إلا بإذن رسمي للمختصين في مجال الهندسة العسكرية. ومن ثم فتح المجال لجهات حكومية مختصة للقيام بعمليات منظمة لإزالة الأسلحة المتروكة في هذه المناطق وتدمير التالف منها بطريقة آمنة.
ولايقتصر مجهود ردع ظاهرة العبث بالمعدات العسكرية على الجهات العسكرية، بل يجب على وسائل الاعلام والنشطاء وفرق المناصرة والمجتمع المدني تنظيم حملات توعية واسعة النطاق لشرح مخاطر العبث بالأسلحة وتوعية المواطنين بأهمية الحذر والابتعاد عن هذه المناطق. وضرورة تعزيز الوجود الأمني في المناطق التي تحتوي على مواقع عسكرية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث. لإن الحفاظ على الأرواح هو مسؤولية مشتركة، وإنه من واجب الجميع أن يتعاونوا للحد من هذه الظاهرة الخطيرة، وأن يساهموا في بناء مجتمع آمن ومستقر..