سجلت أسعار الفروج في السوق السورية، منذ نحو أسبوع تراجعاً ملحوظاً حيث انخفض سعر الكيلوجرام الواحد من الفروج الحي إلى 24 ألف ليرة سورية، ليهبط.تحت سعر تكلفة إنتاجه بين 3 آلاف إلى 5 آلاف ليرة سورية بالكيلو.
وبالرغم من أن المواطن ينشد خفض الأسعار دائماً، ولكن ينشدها وفق سياسات حكومية تعود بالنفع على الجميع، يعني أن يكون الحل الاقتصادي “من جيب الحكومة وليس من جيب المواطن” فكيف كان الانخفاض بالأسعار هذه المرة؟!
في الحقيقة هذا الإنخفاض المفاجئ نزل كالصاعقة على مربي الفروج، حيث كبدهم ذلك خسائر فادحة بملايين الليرات، كانت أقلها قيمة بين 30 مليون ليرة، للمزارع التي تستوعب 3 آلاف طير، فيما وصلت خسائر المداجن التي تستوعب أعداداً مضاعفة لـ 100 مليون ليرة ومايزيد عن ذلك.
أحد أصحاب مزارع الفروج في السويداء قال في اتصال خاص مع الراصد، إن خسارته في طور التزايد في حال لم يستطع بيع إنتاجه خلال مدة قصيرة، فالفروج معرض للأمراض إضافة لازدياد تكاليف الإنفاق على تربيته.
وكشف المربي أنه اشترى الصوص الواحد “آخر فوج” بـ15 ألف ليرة سورية، وأنفق على تربيته مايزيد عن 12 ألف ليرة “بين علف وماء ولقاحات” حتى اكتسب الوزن المناسب للبيع .
وفي السياق ذاته؛ تواصل الراصد مع أحد ممولي مزارع الفروج في السويداء، والذي أرجع بدوره تراجع الأسعار بهذا الشكل الحاد إلى إرتفاع نسبة العرض إلى الطلب، موضحاً أن أعداد الفروج الحي في السوق يفوق حاجة التجار، الأمر الذي يؤثر على مربي الفروج بالدرجة الأولى، كما يرجع انخفاض الطلب نسبة للعرض إلى اكتساح الفروج التركي بشقيه الحي والمذبوح المثلج الأسواق السورية، وتحديداً المحافظات الوسطى و الشمالية الأكثر طلباً، حيث طرح الفروج المثلج الذي دخل البلاد بترفيق نظامي بـ 17 ألف ليرة للكيلو الواحد.
وفي جولة لمراسل الراصد على مسالخ الفروج المذ.بوح، وبيع القطع، لم يرصد تغيراً كبيراً في الأسعار حيث لايزال كيلو الفروج المذبوح يباع وسطياً بـ 40 ألف ليرة. أما أسعار القطع فانخفضت انخفاضاً طفيفاً مقارنة بانخفاض سعر الفروج الحي، حيث لم ينخفض سعر كيلو “كبد الدجاج/السودة” إلا ثلاثة آلاف ليرة وسطياً من 73 ألف ليرة إلى 70 وسطياً، فيما لم تتضح بعد أي تقلبات بأسعار باقي القطع.
كما أشار المراسل إلى أن أسعار مأكولات المطاعم والسناك التي تعتمد الفروج كمادة رئيسية للوجبات والسندويش لم تتغير حيث حافظت سندويشة الشاورما وباقي سندويشات لحم الدجاج على سعرها 25 ألف ليرة، والفروج المشوي 150 ألفاً.
أحد مربي الفروج اكتفى بالقول للراصد، صحيح أننا دائما نضع احتمال “كسر السعر” في الحسبان لكن ليس بهذه النسبة الكبيرة، فهي ليست محمولة و”عظمنا طري” كوننا لسنا من كبار التجار، يكفي أننا تحملنا تحكم شخص أو اثنين نافذين في سوق الفروج على مدى سنوات، لكن الخسائر لم تكن بهذا الحجم، ولا طاقة لنا بتحمل المزيد، وخاصة أنه ليس هنالك حماية رسمية لهذا القطاع.