تقارير

الزيتون أمل مزراعي السويداء، عناية ودلال وحراسة مشددة!!

يستعد مزارعو السويداء لقطاف ثمار الزيتون بعد عام من الكد والتعب والانتظار، وسط آمال بزيادة في الإنتاج وارتفاع في الأسعار.

التقديرات الأولية تشير إلى تحسن الإنتاج عما كان عليه في الموسم السابق، وهذا ما أكدته وزارة الزراعة على لسان “عبير جوهر” مديرة مكتب الزيتون في الوزارة، مبينة أن نسبة الزيادة تجاوزت 6% في عموم سورية. فيما تراجعت نسبة استهلاك السوريين للزيتون والزيت لما دون النصف، نتيجة العجز وعدم القدرة على الشراء.

وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال “محمد حسان قطنا” طمأن المزارعين باحتمال تصدير الزيت إلى روسيا بعد لقائه مع القائم بالاعمال الروسي بدمشق مقابل توريد الأعلاف والأسمدة والبذار.

أما في السويداء وبانتظار نتائج القطاف والعصر، توجه العديد من الناس لزراعة غراس الزيتون رغم الارتفاع غير المسبوق لسعر الغراس حيث زاد سعرها في المشاتل الخاصة عن ال 50 ألف ليرة ووصل ل 100 ألف بحسب النوع والحجم، في حين تخلف المشتل الزراعي التابع لمديرية الزراعة عن تأمين حاجات المزارعين من الغراس.

مزارعو السويداء يتحدثون عن معوقات وتكاليف كبيرة طالت العناية والإنتاج لهذا الموسم، وعن زيادة متوقعة لأجور القطاف والنقل والعصر تؤدي إلى ارتفاع في أسعار مبيع الزيت.

يقول أحد المزارعين للراصد؛ في كل عام تزداد تكاليف الحراثة والتقليم والرش والري وأجور عمال القطاف، وكذلك أجور النقل وعصر الزيتون حتى بلغت هذه الأخيرة 600 ليرة للكيلو الواحد بزيادة 400 ليرة عن الموسم الذي سبقه. أي بمعدل زيادة بالتكاليف تصل للضعفين تقريباً، بينما ارتفع سعر الزيت بمعدل 40 بالمئة، بما لا يتناسب مع الزيادات بالتكاليف.
أما عن التوقعات لأسعار الزيت لهذا الموسم فيقول المزارع إنها قد تزيد عن 1،8 مليون لتصل الى 2،2 مليون للتنكة ذات ال 16 كيلو غرام.

وكانت الشريحة الأكبر من المواطنين قد لجأت خلال العام الماضي لشراء الحد الأدنى من احتياجات زيت الزيتون وخلطه مع أنواع من زيت الصويا أو الذرة بغية تخفيف التكاليف، فيما اضطر الكثيرون لشرائه بالعبوات الصغيرة عند الضرورة نتيجة ارتفاع الأسعار وتردي الوضع المعيشي.

يقول أحد المواطنين للراصد: “لا يمكن أن نضع اللوم على المزارع أو نطالبه بخفض أسعار الزيت خلافاً لكل الأسعار، ولكن نتساءل في بلد يملك أكثر من 70 مليون شجرة زيتون ويُصنف السادس عالمياً في الإنتاج والثاني عربياً، كيف يعجز المواطن عن شراء الزيتون، ويضطر لشراء الزيت بالليتر والربع ليتر”؟.
على المقلب الآخر، وقع المزارعون في مشكلة حماية كرومهم وبساتينهم بسبب ازدياد عدد اللصوص والحطابين، وباتت تكلفة الحراسة فوق طاقة الجميع، لكنهم يحاولون إيجاد وسائل بعيدة عن السلا.ح، فهل تثمر جهودهم عن تهريب موسمهم من العبث والانفلات الأخلاقي والأمني؟!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى