تقارير

موجة حر تتراقف مع انعدام الماء في بعض القرى، هل تشربون؟!

مع اشتداد موجة الحر وما يصاحبها من ازدياد في حاجة الماء بدأت أزمة الماء تزداد، وبالرغم من الوعود بالحلول يبدو كل يوم أسوأ من سابقه، وكأن الوعود التي يطلقها المسؤولون هي وعود بتكريس الأزمات وليس حلها.

في هذا السياق شهدت قرية سليم شمال مدينة السويداء حادثة جديدة في أزمة مياه الشرب أدت إلى سقوط المضخة الغاطسة في أحد الآبار الرئيسية، وخروج البئر عن الخدمة بشكل كامل، تبع ذلك خروج البئر الثاني عن الخدمة بعد أسبوع فقط بسبب عطل فني، مما جعل الوضع يبدو كما لو أنه كرصـ..ـاصة الرحمة لآمال سكان القرية في الحصول على المياه.

أزمة المياه في القرية تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، فبعد تقرير #الراصد السابق الذي نشر في الشهر الماضي، والذي كشف عن الأسباب المتعددة لهذه الأزمة، من الفساد وتقاعس مؤسسة المياه والمسؤولين عن أداء واجباتهم، وصلت الأمور إلى ذروتها مع تعطل الآبار وفقدان الأمل بالحصول على المياه.

أحد سكان القرية أفاد لـلراصد بأن الورشة المرسلة من مؤسسة المياه فشلت في استخدام الآلية المخصصة لحمل الغواطس بشكل صحيح، مما أدى إلى سقوط الغاطس في البئر وجرف الكوابل المخصصة لتغذية المياه والكهرباء، وعلق في مكان لم تستطع الورشة تحديده بسبب عدم توفر التقنيات اللازمة، فكانت كالشعرة التي قصمت ظهر البعير.

وبعد توالي الأيام، تفاقمت الحاجة للمياه بشكل ملحوظ، فبعد الحادث الذي أدى إلى سقوط “الغاطس” وخروج البئر الرئيسي عن الخدمة، وجد السكان أنفسهم في مواجهة مع العطش. ولم يكن مرور أسبوع واحد كافياً لتجاوز الصدمة حتى أعلن عن تعطل البئر الثاني، بسبب خلل تقني في “الغاطس”، وكانت الكمية التي تضخها هذه البئر في المرة الواحدة لا تلبي الحاجة لأكثر من خمسة أيام لأسرة مكونة من خمسة أفراد، وقد يصل الانتظار إلى عشرين يوماً لتحصل العائلة على الماء مرة أخرى بسبب ضعف قدرة الضخ والمسافة البعيدة، فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي المستمر، مما أدى إلى تحول الأزمة إلى كابوس يومي يعيشه كل فرد في القرية.

وتتجلى الأزمة أيضاً في ارتفاع تكاليف استجرار المياه والاعتماد على الصهاريج الخاصة حيث تضاعفت الأسعار من 50 ألف إلى 100 ألف ل 25 برميل بسبب ارتفاع أسعار المحروقات في السوق “السوداء” وقد تصل إلى 150 ألف في حال إحضارها من القرى المجاورة بسبب الضغط على البئر الزراعي المتبقي وهو محدود الخدمة ومهدد بالأعطال، مما يجعل راتب الموظف غير كافٍ حتى لتغطية تكاليف نقل مياه الشرب إلى المنازل.

يبقى السؤال الملح؛ متى يأتي اليوم الذي يستطيع فيه المواطن عدم التفكير بأبسط مقومات الحياة من ماء وكهرباء وغاز و…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى