معمل “ريان بلاست”، ما حقيقة توقفه عن العمل مؤخراً؟!
شهد معمل ريان بلاست خلال الأشهر القليلة الماضية تراجعاً واضحاً في الإنتاج والتسويق، انعكس على واقع العمل والعمال الذين يزيد عددهم في الوقت الحالي عن 280 عامل وموظف.
وكثرت التكهنات والإشاعات التي تناولت المعمل من حيث التوقف عن العمل والإغلاق أو الاستمرار بعدد أقل من العمال، حتى وصل بعضها للادعاء بوجود جهات من خارج المحافظة تحاول السيطرة على جزء من المعمل بشراكة أو بفرض أتاوات، وإنها تُعرقل وصول المواد الأولية الخاصة بالصناعة أو الوصول إلى أسواق التصريف.
مصدر خاص من المعمل نفى في حديثه للراصد صحة أي من هذه الإشاعات مؤكداً تأثر المعمل كغيره من المنشآت الاقتصادية في البلاد بأزمات الاستيراد والتصدير وكذلك بتراجع المبيعات وازدياد تكاليف الإنتاج والنقل والضرائب والأتاوات على نقل المواد الأولية بطرق غير شرعية في ظل الحصار ”حسب قوله”.
وأضاف المصدر إن مما يزيد الأعباء هو التراكم في الضرائب والرسوم الخدمية نتيجة للارتفاع الكبير في بعضها، حتى زادت الديون لبعض الجهات كشركة الكهرباء بعد غلاء كيلو الواط الصناعي ليصل حجم الدين 500 مليون ليرة سورية.
وأضاف المصدر مشيداً بإدارة المعمل بأنها استدعت العمال وأعادت حركة الإنتاج خلال اليومين السابقين بعد تعطل لأكثر من أسبوعين مؤكدة الحصول على عدة عقود إنتاجية جديدة.
في المقابل تحدث مصدر قضائي للراصد عن خلافات ضمن ورثة المرحوم “سالم ابو حسن” مؤسس المعمل، أدت هذه لرفع دعاوى قضائية من بعض الورثة على الإدارة، تطالب بوضع حكم قضائي على المعمل وبالتالي إيقاف العمل ريثما ينتهي القضاء من الفصل في القضية، ولهذا الوضع المستجد كان التأثير الأكبر في تراجع سير العمل والإنتاج وبالتالي الوصول بالمعمل ومن خلفه مئات الأسر المستفيدة لمرحلة الخطر والعجز وربما الإغلاق.
يعتبر معمل «ريان بلاست» لتصنيع الخزانات والأبواب والتجهيزات المنزلية والبواري البلاستيكية الواجهة الاقتصادية والعامود الفقري للقطاع الخاص في محافظة السويداء. فقد أعطى خلال عقود من الزمن صورة ناصعة عن العمل المنظم والإدارة الخلاقة في الإنتاج والتعامل القانوني مع مئات العمال والموظفين، حيث آثرت هذه الإدارة الالتزام بالواجبات والحقوق العامة تجاه العاملين من خلال تأمين رواتب شهرية تعادل أضعاف رواتب الموظفين في القطاع العام، وقامت بتسجيلهم جميعاً في سجلات دوائر التأمينات الاجتماعية والطبابة المجانية وأمنت لهم المواصلات، وكذلك اهتمت بحقوقهم المشروعة بالترفيعات والزيادات والمنح، وهذا كله بمساعدة لجنة نقابية منتخبة من العمال مباشرة دون أي تدخلات أو محسوبيات من الإدارة أو خارجها.
يقول أحد العمال: في معمل ريان بلاست لم يسرّح أي عامل بشكل تعسفي ودون أن ينال حقوقه كاملة ووفق القوانين الناظمة، وقد راعت الإدارة بالتعاون مع اللجنة النقابية تدني الوضع المعيشي وارتفاع الأسعار، فشكلتا السند والداعم الدائم للعمال، مما ساهم برفع سوية الإنتاج ووصوله للأسواق الداخلية والخارجية على الرغم من وجود منافسين كثر.