في تبرير الرصاص الحي!!
إن اعتياد إطلاق النار وعدم استهجانه هو ثقافة عبد محكوم بجهله
مبرر جداً أن يجد أشخاص كثر إطلاق الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين أمراً عادياً، ويعتبرون عاديته ومشروعيته قادمة من فكرة أن المتظاهرين استفزوا الأجهزة الأمنية حاملين سؤالهم الساذج “شو المبرر لتقتحموا كذا؟!”
أما من ناحية لماذا هو مبرر، لأن ثقافة المجتمعات الخاضعة لعبودية تحمل مبرر انحطاطها من العبودية ذاتها، فلما ميز لينين “بين عبد متمرد وعبد ذليل وعبد عادي” كان يعرف أن العبد العادي لا حرج عليه فهذه معرفته، وهو يجهل شروط عبوديته فيعيش عبوديته وكأنه ليس عبداً، وهنا تبدو ثقافة اعتياد العبودية ثقافة منحطة مبررها الجهل، وليس منحطة مبررها النذالة.
لذلك نعود لقولنا الأول إن اعتياد إطلاق النار وعدم استهجانه هو ثقافة عبد محكوم بجهله.
أما في سوق الحجج، يقولون لك لقد استفز المتظاهرون رجال الأمن، “شو أخذهم ع مركز التسوية” ، الذين يقولون هذا متابعين كلامهم بالقول “مافي دولة بالعالم بتقبل يتم اقتحام مقراتها” يبدو أنهم لم يفكروا لمرة واحدة بمتابعة التلفاز خارج القنوات الرسمية السورية، لا يعرفون أن المتظاهرين في أمريكا اقتحموا البيت الأبيض والكونغرس في مظاهرات احتجاجية وكان الرد عليهم بأسوأ أحواله خراطيم مياه واحتجاز بعض المتظاهرين ليوم أو اثنين قبل أن يدخل المتظاهرون للداخل ويتغير الحال ويزداد العنف حينها…
الذين يبررون الرصاص لم يمر في بالهم أن هناك قوى حفظ نظام في العالم تستخدم المياه والغاز المسيل للدموع ولا تعطي منة للشعب بأن هناك أمر بعدم إطلاق النار، لأنها بالأصل لاتعطي عناصرها البنادق بل الهراوات..
لذلك فإن مجرد السؤال “شو اخذكم تقتحموا المقرات” بغض النظر أصلاً اذا تم اقتحام مقرات، هو تبرير للقتل واعتباره فعل يمكن التغاضي عنه، وبالتالي هو حس جريمة خطير لابد من الوقوف عنده، في النتيجة، فإن الشخص الذي مات كان موته غضب وقهر وعنفوان، كان مندفعاً لأنه تمرد على شروط العبودية، هو بذلك لا يقل عن لوثر كينغ ولا غاندي ولا غيرهم، فهو مارد في وجه الإذعان، أما الذي يجد رفض الذل أمر يستحق القتل فهو عبد يجب أن يدعو لنفسه أن يكون عبداً غافلاً لا عبداً مدركاً لعبوديته ومع ذلك يدافع عن سيده.
👍👍👍