“خواطر لا تسر الخاطر “
يكتبها للراصد الكاتب الصحفي “فواز خيو”
قبل بضعة عشر سنة، صديق أردني دكتور أصدر كتاباً عن طب الأعشاب، فساعدته عبر وزارة الإعلام بتسريع صدور موافقة لتوزيعه في سورية.
وحين جلبوا أول دفعة تأخروا خمس ساعات، فسألتهم عن سبب التأخير فقالوا: أعادتنا الجمارك الأردنية إلى عمان حتى نحصل على إثبات من وزارة الثقافة أن الكتاب متوفر في السوق الأردنية.
ياااااه .. كتاب لم تسمح الأردن بتصديره حتى تأكدت أنه متوفر في السوق الأردنية.
وعندنا يصدرون كل شيء، فتقل كميته هنا ويتضاعف سعره ويربحون في سوقنا وفي التصدير كون الهوامير هم أنفسهم.
في بلاد الدنيا وقوانينها يصَّدر من أي سلعة الفائض عن حاجة السوق، لكن السوقيين لا قانون عندهم.
الأردن التي لم يتجاوز عمرها القرن قبل انسلاخها عن سورية، أسست لتقاليد جميلة وفي مجالات عدة.
وقد زرتها عام 79 والناس تنتظر السرفيس واقفة بالدور.
وسورية عمرها 7000 سنة وسكانها أسسوا أقدم الحضارات والقوانين ، وكل شيء تبخر بهمة أصحاب الهمة.
وكما تعلمون أن أصحاب الهمة لا يستطيع أحد سؤالهم، فكما يقال “بيضاتهم كبار”..
مرة كنت شارداً وفي حالة رواق، وأردت أن أقلي البيض لأفطر ، أفقس البيضة في المجلى وأضع القشرة في المقلاة وأدندن لنجاة الصغيرة، ولم أنتبه حتى فقست البيضات كلها…
تصوروا لو حدثت هذه الكارثة في هذه الأيام حيث سعر البيضة 1500 ليرة؟.
صارت حتى الدجاحة المنتوفة تمر من جانبنا بخيلاء، ننهرها فلا تكترث بنا، فهي تعلم أننا نحن المنتوفون، ونتف يدوي بدون شبة أو ليزر .