مفتشات لمراقبة خطوط النقل الداخلي في دمشق!!
نجحت ثلاث شابات في حجز وظيفة مفتش ضمن المسابقة المركزية التي قامت بها وزارة التنمية الإدارية، ليكن أول مفتشات على مستوى سورية يقمن بهذا الدور على خطوط شركة النقل الداخلي بدمشق.
فبعد أن اقتصر هذا الدور على الذكور طوال عقود من الزمن، وما صاحبها من بعض الممارسات التي كانت تثير الخوف بين الركاب عند صعودهم إلى “الباصات” الخضراء بسبب عدم قطع (التذكرة) بقصد أو بدون قصد، وما ينتج عنه من التعرض لغرامة كبيرة، وفي بعض المرات “توبيخ” يعزز من سلطة مراقب الخط الذي يدخل إلى الحافلة كأنه يدخل إلى “قطعة عسكرية” كما يقول أحد المواطنين.
جاء الوقت لدخول الإناث لهذا العمل الذي يشمل على عدة مهام بحسب ما ذكرت الشابة “رامة الصالح” أهمها مراقبة نظافة الحافلة، وإغلاق الأبواب حفاظاً على سلامة الركاب، ومنع التدخين، التفتيش على وصل الركوب، حيث تتلخص طبيعة عمل الشابات الثلاث بدوام صباحي، وميداني، حيث ينزلن إلى شوارع متفرقة حسب ما يتم توزيعهن من قبل رئيس المفتشين.
وأضافت رامة المولودة في ريف دمشق العام 2001، والتي تدرس في كلية الهندسة الكهربائية والميكانيكية، إنها تقدمت لهذه الوظيفة بتشجيع من والدها، وتمنت الحصول عليها لكونها تجربة مختلفة، ولم يسبق وجود مفتشات خط من قبل.
كان الخوف الطبيعي يسيطر على باقي المفتشات من فكرة الصعود للحافلة ومقابلة الناس، خاصة في ظل وضع غير طبيعي في البلاد من ضغط نفسي ومادي، لكنهن شجعن أنفسهن رغم استغراب الركاب الذين تقبلوا الأمر بفرح ظاهر، خاصة النساء، فيما كان الرجال كبار السن يتذكرون قصص المفتشين وكلماتهم: (غلق الباب .. كل واحد يبرز بطاقتو)، ويتندرون على كلمة (باص) المحفورة في الذاكرة، وهي كناية عن عنصر أمن الذي لا يدفع.
وتختم “رامة” حديثها للراصد أنها مرتاحة لنجاح تجربتها وزميلاتها، ولم يقعن بأي مشكلة حتى الآن بفضل التدريب الذي تلقينه في الشركة، ويحاولن ترك أثر طيب وواضح.