“شمس” فريق تطوعي ينشط في دعم الأطفال، تعرف على أنشطته!!
اختتمت في هذا اليوم الذي يصادف “اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال” فعاليات الحملة التي أطلقها فريق “شمس” مطلع الشهر الحالي، والتي تهدف إلى تحفيز المجتمع إلى إعادة تأهيل عدد من الأطفال من فاقدي الرعاية الأسرية، والمتسربين من المدارس من الأطفال العاملين في الطرقات وفي المنشآت الحرفية والصناعية.
و اجتهد الفريق في عمله منفذاً عدة نشاطات يومية تخللها عروض لمقاطع مصورة توعوية حول الأطفال وأساليب الرعاية والتربية السليمة ومخاطر تواجدهم في الشارع على صحتهم النفسية والجسدية، وما يترتب عليه من مخاطر على المجتمع في المستقبل.كما تخلل العروض مقطعاً مصوراً عن قصة أحد الأطفال المستهدفين بالحملة، وقصصاً مكتوبة عن حياة آخرين، و قام الفريق بإنتاج أغنية خاصة للأطفال، وتحدٍّ خاص بالحملة يهدف لحث المجتمع على مساعدة هؤلاء الأطفال بالطريقة الصحيحة.
وكان الفريق قد انطلق رسمياُ عام 2020 بمبادرة من سبعة شبان وشابات متخذاً من قضية الأطفال المشردين والعاملين في الشوارع والمنشآت محوراُ لعمل الفريق، بهدف القضاء على هذه الظاهرة ونشر الوعي المجتمعي حول آثارها السلبية، ساعياً لمنح هؤلاء الأطفال حياة شبيهة بأقرانهم من حيث أن لهم الحق في أن ينعموا بالتعليم واللعب والاستقرار.
تمكن الفريق خلال العامين السابقين من تأهيل أكثر من 300 طفل وطفلة، وإعادتهم إلى المدرسة بعد مجهود شاق بذله عشرات المتطوعين والمتطوعات، كما نفذ وبدعم عيني ومادي من المجتمع المحلي مبادرات أخرى كتوزيع الأحذية والملابس على الأطفال وذويهم وكبار السن من الوافدين إلى مدينة السويداء والمخيمات التي أنشأت على وقع الأحداث في البلاد، بالإضافة لتوزيع الطعام والحلوى في العيد وغيره الكثير.
وحول النشاطات التوعوية والترفيهية التي نفذها الفريق على مدى عامين يقول الناشط المدني “هاني عزام” للراصد: “تابعت جزءاً كبيراُ من نشاطات الفريق في صالات المركز الثقافي وعلى خشبة المسرح ومع أطفال مركز الرعاية الاجتماعية وحتى في الحفلات الترفيهية لأطفال متلازمة داون وللمسنين. وفي كل مرة كنت أشعر بالعجز أمام هذه القدرات من العمل الإنساني وهذا العطاء. كما كنت أشعر بذات الوقت بالكارثة التي حلّت بجزء كبير من أطفالنا، فالشوارع امتلأت بالأطفال المتسولين، والورشات امتلأت بالعشرات منهم الذين يعملون(صنايعية) في الأعمال المجهدة والخطرة كالحدادة والخراطة وغيرها. بالإضافة إلى الأعمال الخدمية والعتالة والتنظيف”. متسائلاً: “أليس جديراً بنا كمجتمع أن نكون عونا لهذا الفريق؟!”.
وفي مقابلة أجراها الراصد مع أم لأحد الأطفال المستفيدين من مبادرات الفريق، أشارت إلى أن نشاطات الفريق لم تقتصر على هؤلاء الأطفال بل تعدت ذلك لتشمل ذويهم، مبينة أنها إحدى اللواتي استفدن من ورشات التدريب التي نفذها الفريق لتعليم حرفة صناعة الألعاب القماشية والصوفية، فيما استطاع ولدها تعلم عمل يدوي آخر مع غيره من الأطفال.
أما عن الجانب النفسي والتربوي والمسلكي الذي لم يستثنه الفريق من عمله، فتحدثت إحدى المختصات في الإرشاد النفسي و التي بدأت تهتم بمتابعة الفريق ونشاطاته إلى الراصد؛ مشيرة إلى أنه وبمقارنة آليات عمل الفريق في جانب الدعم النفسي والتربوي والمسلكي بما يمتلكه من معدات ولوازم ووسائل إيضاح قام أفراده بابتكارها بأنفسهم لعدم قدرتهم على شراء معدات جاهزة أقل مايمكن وصفها بالجبارة. داعية المجتمع المحلي والمنظمات العاملة لدعم جهود الفريق لما به من انعكاسات ايجابية على الصحة المجتمعية.
ومن جانبه تحدث أحد المتطوعين بالفريق عن التحديات التي واجهت الفريق منذ تأسيسه موضحاُ أن الفريق واجه العديد من التحديات على صعد عديدة بداية بمحدودية الدعم المالي للعمل والذي يعتمد جله على نشاطات الفريق والأطفال الفنية كالمعارض، مرورا بالعراقيل المجتمعية التي ترى في طرح هذا الموضوع إشكالية والتي قد تكون إما لغايات ما أو عن عدم إدراك صحيح لفائدة عمل الفريق.وبتقييم الأثر الذي حققه الفريق في المجتمع المحلي ترى إحدى المتطوعات أن الفريق تمكن من تحقيق نحو 40 بالمئة من الأثر المرجو في ظل التحديات المفروضة والإمكانيات المتاحة، مؤكدة أن ذلك لايثني الفريق عن عزمه بل يزيد من إصراره على المتابعة للوصول إلى الهدف المنشود، على أمل الوصول إلى مجتمع صحي يرى أن مرحلة الطفولة حق لايجب سلبه من الأطفال أو تجاوزها لأي ظرف كان.
الرسم للفنان ” فادي الحلبي”