تقارير

تكاليف “الزواج” تعجيزية، والطلاق يسابق الزواج في عدد الحالات!!

تشير التقديرات الأولية في المحاكم المذهبية في السويداء لتزايد كبير في حالات الطلاق يقابله تناقص واضح في حالات الزواج حتى أصبحت النسب متقاربة خلال السنوات الأخيرة.

وعلى الرغم من عدم وجود دراسات إحصائية دقيقة لكلا الحالتين، بسبب عدم تسجيل جميع الحالات في المحاكم، إلا أن الطلاق بحد ذاته أصبح مُستساغاً و مألوفاً في المجتمع المحلي إلى حد لم يعد أحد يستهجن أي خبر عن طلاق زوجين ومصير أطفالهما..

في المقابل هناك عوائق كبيرة تقف في وجه الراغبين في الزواج لعل أهمها الظروف الإقتصادية المعيشية السيئة، إلى جانب عدم الاستقرار والهجرة وظروف العمل والإنتاج وإشكالات الخدمة العسكرية وغيرها. فلمن استطاع تجاوز بعض هذه الظروف هل تقف تكاليف الزواج حائلاً دونه؟.

يقول أحد المغامرين في رحلة طقوس الزواج كما أحب أن يطلق على نفسه للراصد؛ إنه بعد أن تجاوز مرحلة تأمين السكن والأثاث- وهي العقدة الأولى- بدأ بمراحل وتكاليف نصفها ليست بالحسبان، فأول 10 مليون ذهبت لمحبسين مع “سنسال” بسيط من الذهب، ثم تبع ذلك تكاليف ما يسمى ب “جهاز” العروس ب 1،5 مليون ليرة وتكاليف دعوة عقد القران 1،5، وبطاقة الدعوة 500 ألف، وحجز فستان العروس لليلة واحدة بمليون ليرة، وحجز الصالة والموسيقا والزينة والضيافة وزينة السيارة والتصوير والكوافير حوالي 18 مليون ليرة، وويشير إلى أن هذا كله دون حساب ما يصرفه أهالي العروسين والضيوف من ثياب وزينة وتصفيف شعر ونقل وغيره من أشياء لا يمكن جردها.

أحد رجال الدين المطلعين في دار الطائفة الدرزية قال للراصد: “لا نملك سلطة على الناس تمنع هذه الطقوس والتكاليف ولا يمكننا أن نأخذ دور الشرطي والرقيب على أولادنا، ولكننا نسعى جاهدين للتخفف منها، عن طريق عدم المشاركة وتحريم الضيافة والإطعام في عقد القران والزفاف. ومن جهة أخرى نشجع الراغبين بالزواج لعقد قرانهم في دار الطائفة دون ضيوف أو تكاليف”. ويضيف إن دار الطائفة خصصت مكتباً لهذا الشأن منذ سنوات، وقد لاقى إقبالاً جيداً خلال الأشهر القليلة الماضية حيث زاد عدد عقود القران عن 250 عقداً، معتبراً إلى أنه رقم جيد بالمقارنة مع حالة العزوف الكبير والقسري غالباً عن الزواج.

“عماد” البالغ من العمر ثلاثين عاماً تزوج قبل أشهر، يقول للراصد؛ إنه عقد القران في دار الطائفة دون تكاليف تُذكر، ولم يشتر الذهب؛ فقد احتفظ بمحبسي الخطبة، ويحمد الله إنه لم يلجأ إلى بيعهما حتى الآن.ويضيف: “ثم اشترينا البدلة وفستان السهرة الأبيض ودعونا المقربين من الأهل والأصدقاء إلى سهرة في مطعم دون حجوزات الصالة والتصوير والزينة والكاتو والحلويات وبطاقة الدعوة وغيره، ووفرنا مبالغ كبيرة”. ويضيف “عماد” للراصد؛ في كل مناسبة زواج يشارك البعض محبة، وآخرون واجب خوفاً من العتب، والبعض للمشاهدة والمديح أو الانتقاد. فلماذا لا نختصر على أنفسنا وعلى غيرنا في هذه الظروف”؟.

في المحصلة انعكست سنوات الحرب على المواطنين بآثارها السلبية، وأدت إلى ضياع جيل كامل من الشباب والشابات بعضهم وجد سبيله بالسفر والهجرة وآخرون وأخريات يتحملون وزر العيش ضمن سجن كبير، وأكثر المتضررين نسبيا هنَّ الشابات اللاتي يتحملن ظروف المعيشة والوحدة والبطالة والابتزاز وهجرة الشباب إلى جانب ضغط العادات والتقاليد والمجتمع. يتبع .. تحقيق خاص عن آثار العزوف عن الزواج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى