بورصة الدروس الخاصة إلى ارتفاع، و 40 ألف ليرة للساعة الواحدة في السويداء!!
مع اقتراب موعد امتحانات الشهادتين ونتيجة لظروف التعليم الرديئة في معظم المدارس، بدأ طلاب الشهادة الثانوية في محافظة #السويداء باتباع دورات تقوية في معظم المواد العلمية واللغات، بالإضافة لمتابعة دروس خاصة مقابل أجور مالية تراوحت للساعة الواحدة بين 25 و40 ألف ليرة سورية.
“عمار ح” أحد طلاب الثانوية العامة الفرع العلمي يقول للراصد؛ إنه يدفع أجراً لساعة الدرس الخصوصي في مادة “التحليل” 35 الف ليرة، و”الفيزياء” 25 ألف و”اللغة الأجنبية” 30 الف، بالإضافة لاتباعه دورات مأجورة لبعض المواد التي لا يمكن إنهاءها خلال العام الدراسي مثل “الكيمياء العضوية وعلم الوراثة”. وبالنتيجة يحتاج لمبلغ يزيد عن 190 ألف أسبوعياً وهذا لا يكفي لاحتياج بعض المواد الأخرى وفق حديثه.
فيما تؤكد الطالبة “سارة ع” ل #الراصد؛ إن والدها موظف وقد اضطر لسحب قرض بقيمة 2 مليون ليرة سورية من أجل مساعدتها في الدروس الخاصة.
المدرس “بسام ” يرى أن معظم مدرسو المحافظة يبذلون جهداً مضاعفاً أثناء العام الدراسي على الرغم من قلتهم لأسباب الهجرة والاستقالة والخدمة العسكرية وبعضهم يتابع طلابه ويخصص جزء من وقته أثناء الفصل الدراسي عبر مجموعات “الواتس أب”. ويُشير إلى الأجور الساعية على أنها طبيعية إذا اقتطع منها أجور المواصلات التي ينفقها المدرس إلى منزل الطالب ذهاباً وإياباً.
وزارة التربية ومديرياتها التي لم تستطع أن تُدفئ الطلاب والمدرسين قبل نهاية شهر كانون الثاني الماضي وتعجز عن تقديم أي وسائل تعليمية أو ترميمية مساعدة للمدارس وتتأخر في طباعة الكتب وتعتمد أحياناً على الأهالي والطلاب حتى في ثمن أوراق طباعة الأسئلة، وتطالب المعلمين والطلاب بالنجاح والتفوق في زمن يفتقر فيه الجميع للحد الأدنى من سُبل العيش الطبيعي كالرواتب والغذاء والماء والكهرباء والتدفئة. وبالتالي تخصخص الفروع المهمة في الجامعات العامة لما ندر من الطلاب والفروع المأجورة للطلاب الميسورين، أما باقي الفروع؛ وعملاً برأي سابق لوزير التربية دارم طباع يذهبون إلى المعاهد الإنتاجية؟ .
تقول المعلمة “سهير – أ” للراصد؛ إن التربية والتعليم تسير في السويداء نحو الانهيار، ولولا دعم أبناء المحافظة في أعمال الترميم والتبرعات للمدارس والطلاب بطرق مختلفة لكان الوضع التعليمي أكثر سوءاً، ولهذا لا بد أن يتقاسم الأهالي والمدرسين الحمل مناصفة بينما يعبر هذا الظرف الذي يبدو أنه غير استثنائي…
يبقى الرأي العام لدى الطلاب والمدرسين، إن المُلام الأول في هذه المسألة لايجب أن يكون المعلم، فهو كذلك يحتاج أن يعيل نفسه وعائلته، وليس لديه خيارات، ولكن بغض النظر من الملام، تبقى الحكاية شبيهة بكل الحكايات السورية، وهي أن الفقير دائماً هو الذي يدفع كل ضرائب هذا النزاع!!