تقارير

الكادر التمريضي في السويداء، معاناة لاتنتهي، وبحث عن حلول!!

“حاول الراصد البحث عن صورة تعبر عن معاناة الممرضين والممرضات، وبحث في صفحة نقابة التمريض والمهن الطبية في السويداء، فلم يجد إلا صور التكريم في المكاتب الفخمة، ولم يجد أي صورة للمرضين والممرضات تفيد في نقل معاناتهم، أو تظهر عملهم الشاق… هذا جواب واضح عن دور النقابات مع كوادرها”

بات الهاجس الأول لمعظم الممرضين والممرضات الذين يعملون في المشافي الحكومية، في محافظة #السويداء، هو إيجاد أي فرصة عمل خارج البلاد، فالكثيرون من أفراد الطاقم التمريضي أقدموا على تقديم استقالاتهم، والبحث عن فرصة عمل في القطاع الخاص، أو عقد عمل في الخارج، وكان أبرزها تلك التي في ليبيا أو العراق، أو الصومال إن أمكن.

يبحث “سلمان” وهو اسم مستعار لأحد أفراد الكادر التمريضي في إحدى مشافي السويداء الحكومية، عن أي عقد عمل خارج البلاد، لتأمين مستقبل أفضل بعد أن أصبح راتب الشهر لا يكفي ليومين.

وتحدث للراصد بالقول: أعمل ممرضاً في المنظومة الإسعافية منذ أعوام ليست قليلة، ولا يتعدى راتبي 130 ألف ليرة، وأقطن في قرية بعيدة عن المشفى، حيث أنفق نحو نصف راتبي الشهري أجرة للمواصلات، ويجب أن أتدبر مصاريف معيشتي بالنصف المتبقي، ويتساءل عن كيفية تساوي طرفي هذه المعادلة أو تفسيرها.

يعاني “هاني” من ضغط شديد في العمل حيث يخضع لنظام مناوبة 24 ساعة في اليوم وليومي مناوبة أسبوعيا، ورغم ذلك النظام المرهق، اضطر للعمل في مشفى يتبع للقطاع الخاص، بالإضافة لوظيفة في مكان آخر.

ويرى أن ذلك الجهد الشاق ضرورياً كي “يبقى وأسرته على قيد الحياة” بحسب تعبيره، خاصة وأن هنالك أمور كثيرة تعيق سفر العديد ممن تبقى في البلاد خاصة الذكور منهم حيث يعانون من عراقيل أبرزها الخدمة الإلزامية، إضافة للتكاليف الباهظة للسفر.

ولفت “سلمان” إلى أن وضعه أفضل من وضع الكثير من زملائه، حيث إن معظمهم يعملون بالأعمال الشاقة كي يزيدوا دخلهم، ويستطيعوا تأمين أبسط الأساسيات لهم ولأسرهم.

وعن فائدة إنشاء نقابة للممرضين لضمان حقوقهم خلال سنوات العمل وبعد التقاعد، قال بنبرة ساخرة: (شو الفايدة من نقابة إذا مارح تتشكل إلا لتكون بتبعية الحزب القائد)؟.

هذه الحالة ليست استثنائية، بل عرضناها هنا أنموذجاً لحالة عامة، حيث يشتكي معظم العاملون والعاملات في القطاع الصحي التابع للحكومة من تدني أجورهم، حتى أصحاب الخبرة والاختصاص والقدم الوظيفي.

يشار إلى أن القطاع الصحي بشكل عام في السويداء، شهد خلال الأحد عشر عاما الماضية هجرة كبيرة لكوادره، وخصوصا في العامين الأخيرين، عدا عن ذلك محاولة الكثيرون من كوادر القطاع تقديم استقالاتهم، في مشهد يكشف بشكل جلي عدم الاهتمام الحكومي برفد هذا القطاع ودعمه بشكل جدي.

وكان الاتحاد العام للعمال أصدر يوم الجمعة الماضي تقريراً كشف خلاله إن أعداداً كبيرة من الكوادر الصحية في عموم سورية تسربت خارج البلاد بحثا عن عمل، مشيرا إلى ضرورة إعادة الالتزام بمعاهد ومدارس التمريض بتأمين عقود لهم مع الصحة بعد تخرجهم لردم الفجوة الحاصلة، وإعادة الإقبال على هذا الفرع العلمي بعد الإحجام الكبير الذي حدث في السنوات الأخيرة…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى